|
كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 - (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ) وهم الذين يُنقصون المكيال والميزان . 2 - (الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا) لإنفسهم ما لَهم (عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) أي يأخذونه وافياً كثيراً .
3 - (وَإِذَا كَالُوهُمْ) أي كالوا لهم (أَو وَّزَنُوهُمْ) يعني وزنوا لهم ، اي وزنوا للناس من بضاعتهم (يُخْسِرُونَ) أي ينقصون الكيل والميزان ، يعني يسرقون منه .
4 - (أَلَا يَظُنُّ أُولَـٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ)
5 - (لِيَوْمٍ عَظِيمٍ) عليهم يُحاسَبون فيه على أفعالهم هذه ويُعاقبون عليها ؟
6 - (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ) في المحشر (لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) أي لحكمه فيهم .
7 - (كَلَّا) لا تنقصوا المكيال والميزان (إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) يعني كَتَبنا في الكتب السّماوية التي جاءت بها الرسُل أنّ الفجّار لفي سجّين ، أي لفي ضيق من العيش وضنكٍ من الحياة في عالم البرزخ . ومثلها في سورة طاها قوله تعالى { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا } ، يعني في عالم البرزخ . وكلمة "سِجّين" مشتقة من السجن .
8 - (وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ) وهذا تهديد للفاجر من عاقب الله في الآخرة .
9 - (كِتَابٌ مَّرْقُومٌ) أي فيه أرقام ، رقمه 26 في التوراة .
فقد جاء في الإصحاح السادس والعشرين من سفر لاويّين من مجموعة التوراة في تهديد الفجّار من بني إسرائيل ما يلي قال الله تعالى: ] لكن إن لم تسمعوا لي ولم تعملوا كل هذه الوصايا، وان رفضتم فرائضي وكرهت أنفسكم أحكامي فما عمِلتم كلّ وصاياي بل نكثتم ميثاقي، فإنّي أعمل هذه بكم : أسلّط عليكم رعباً وسلاً وحمىً تفني العينين وتتلف النفس، وتزرعون باطلا زرعَكم فيأكله اعداؤكم، واجعلُ وجهي ضدّكم فتنهزمون أمام أعدائكم ويتسلّط عليكم مبغضوكم وتهربون وليس من يطردكم ... وإن كنتم مع ذلك لا تسمعون لي أزيد على تأديبكم سبعة أضعاف حسب خطاياكم، فأُحطم فخار عزّكم وأصيّر سماءكم كالحديد وأرضكم كالنحاس، فتفرغ باطلا قوتكم وأرضكم لا تعطي غِلّتها وأشجار الأرض لا تعطي أثمارها[. فهذا معنى "سجّين" .
إعلم أنّ العقاب أنواع ، والمجرمون أيضاً أنواع ، فمنهم مؤمنون ومنهم كافرون ، أما المؤمن المسيء فيعاقبه الله تعالى في الدنيا ويغفر له في الآخرة . أما الكافر والمشرك فيعاقبه الله في الآخرة ويعطيه الأموال في الدنيا . فقد قال الله تعالى في سورة الزخرف {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ} .
10 - (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ)
11 - (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) أي بيوم العقاب والجزاء .
12 - (وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ) أي ظالم يعتدي على الضعفاء (أَثِيمٍ) أي كثير الآثام .
13 - (إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا) يعني آيات القرآن (قَالَ) هذه (أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) سطّروها في الكتب ممّا لا صحّة لها .
14 - (كَلَّا) ليس كما زعموا (بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم) أي علاها "الرَّيْن" وهو الصدأ بسبب (مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) من مال الحرام . فالرين هو الصدأ ، ومن ذلك قول حسّان بن ثابت :
علقَ الشقاءُ بِقلبِهِ فأرانَهُ ..... في الكفرِ آخِرَ هذهِ الأحقابِ
15 - (كَلَّا) لا غفران لهم ولا رحمة (إِنَّهُمْ عَن) رحمة (رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ) .
16 - (ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ) أي يصطلون في النار ويعذّبون فيها . ومن ذلك قول موسى في سورة النمل { سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } .
17 - (ثُمَّ يُقَالُ) لهم (هَـٰذَا) العذاب (الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ) في دار الدنيا .
18 - (كَلَّا) لا نجاة لهم من النار (إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) يعني كَتَبنا في كتب الأنبياء أنّ الأبرار يكونون في علييّن ، أي في مراتب عالية في الدنيا والآخرة ، أمّا في الدنيا فلهم الصيت الحسن والله يتولى شؤونهم ويرعاهم ، وأمّا في الآخرة ففي الجنان العالية يتنعمّون .
19 - (وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ) وهذا تفخيم لهم ، والمعنى لو رأيت لرأيت نعيماً وملكاً كبيراً .
20 - (كِتَابٌ مَّرْقُومٌ) أي مكتوب ومعلوم وفيه أرقام أيضاً ورقمه 26 في التوراة .
فقد جاء في الإصحاح السادس والعشرين في أوّله في سفر لاويين من مجموعة التوراة في مدح الأبرار والحثّ على عمل البِرّ قال الله تعالى :] إذا سلكتم في فرائضي وحفظتم وصاياي وعملتم بها أعطي مطركم في حينه ، وتعطي الأرض غِلّتها وتعطي أشجار الحقل أثمارها ويلحق دراسكم بالقطاف ويلحق القطاف بالزرع فتأكلون خبزكم للشبع وتسكنون في ارضكم آمنين ، وأجعل سلاماً في الأرض فتنامون وليس من يزعجكم ، وأبيد الوحوش الرديئة من الأرض ولا يعبر سيفٌ في أرضكم ، وتطردون أعداءكم فيسقطون أمامكم بالسيف ، وألتفت إليكم وأثمركم وأكثّركم وأفي ميثاقي معكم[.
هذا ما ذكره الله تعالى في الأبرار في الدنيا ، أمّا في الآخرة فهم في علّيين .
21 - (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) يعني النعيم الذي أعددناه في الجنان للأبرار يحضره اليوم المقرّبون من البشر الذينَ دخلوا الجنّة بعد موتهم فهم الآن يشاهدون تلك القصور والأشجار والأنهار والحور وما أعدّه الله للأبرار في الجنان . والمقرّبون هم الأنبياء والرسُل والشهداء والأتقياء الذين ماتوا ودخلوا الجنان .
22 - ثمّ أخذ سيحانه يصف بعض ما أعدّه في الجنة للأبرار فقال (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) يتنعّمون ويتمتّعون فيه .
23 - (عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ) إلى أشجار الجنة وطيورها وقصورها . والأرائك هي الأسرّة ، جمع سرير .
24 - (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ) يعني يظهر على وجوههم أثر البهجة والفرح .
25 - (يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ) أي من خمرة صافية سُدّت أفواه زجاجاتها بالمسك وأُحضرت لهم ، والمعنى لم يشرب أحد منها قبلهم بل أُعدّت لهم خاصّة ، ومن ذلك قول الأعشى :
مِن خمرِ عانةَ قد أتى لِخِتامِهِ ..... حَوْلٌ تَسُلّ غَمامةَ المزكومِ
فالختم سدّ الفتحة والباب والطريق، ومن ذلك قوله تعالى في سورة محمد {أم على قلوبٍ أقفالها}. أي على قلوبٍ مغلقة مقفلة لا تعي ولا تفهم. و"الرحيق" نوع من الخمر، وفي ذلك قول امرئ القيس :
كَأَنَّ مَكَاكِيَّ الجِوَاءِ غُدَيَّةً ..... صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَلِ
![]() |
![]() |
![]() |
||
| كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
| كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |