|
كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
102 - (فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً ) أي رجعة إلى الدنيا (فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) الموحِّدين المتّقين لكي ننجو من العذاب ونحظَى بالثواب .
103 - (إِنَّ فِي ذَلِكَ ) أي في قِصّة إبراهيم وما تلوناهُ عليك من تعذيب المجرِمين (لَآيَةً) أي لعلامة ودلالة واضحة على وجود العذاب والنعيم في الآخرة ، وهو خاصّ للنفوس دون الأجسام (وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ) .
104 - (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ) في مُلكهِ ينتقم من الكافرين (الرَّحِيمُ) بالمؤمنين .
105 - ثمّ ذكرَ سُبحانهُ قصّة نوح فقال تعالى (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ) يعني كذّبوا نوحاً والملائكة الّتي أرسلناها بالوحي إليهِ .
106 - (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ) عذاب الله في تكذيبي !؟
107 - (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ ) من الله (أَمِينٌ) على الرسالة فيما بيني وبين ربّكم .
108 - (فَاتَّقُوا اللَّهَ ) في مُخالفتي (وَأَطِيعُونِ) فيما آمركم بهِ من ترك عبادة الأصنام .
109 - (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ ) أي على التبليغ (مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .
110 - (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) والتكرار للتأكيد .
111 - (قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ) أي مَن كانت مهنتهُ حقيرة ، وكانوا يستحقرون الحلاّق والحجّام والحائك والإسكافي وبعض المهن الاُخرى ، وقالوا إنّما اتّبعك هؤلاء الفقراء لتساعدهم بالمال وليسوا بمؤمنين على الحقيقة .
112 - (قَالَ) نوح (وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) أي وما شأني بأعمالهم إن كان الفرد منهم حلاّقاً أو تاجراً وإنّما غايتي هدايتهم إلى طريق الحقّ فأجابوني لِما دعوتهم إليهِ .
113 - (إِنْ حِسَابُهُمْ ) أي ما حسابهم (إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ ) والحساب معناهُ الجزاء على الأعمال ، والمعنى : جزاؤهم عند ربّي إن كانوا صادقين في إيمانهم أو كانوا كاذبين فالله يعلم سرائرهم .
114 - (وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ ) لأجلكم .
115 - (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ) أنذركم عذاب الله .
116 - (قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ ) عن قولك (لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ) بالحجارة .
117 - (قَالَ) نوح (رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ) .
118 - (فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا ) "الفتح" معناهُ النصر ، والمعنى: إجعل بيني وبينهم حادثاً يكون النصرُ لنا فيه (وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) من أيدي الكافرين . فقال الله تعالى :
119 - (فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ ) من المؤمنين (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) أي المملوء بالناس والحيوانات ، ومن ذلك قول عبيد بن الأبرص :
شَحَنَّا أَرْضَهُمْ بِالْخَيْلِ حَتَّى تَرَكْنَاهُمْ أَذَلَّ مِنَ الصِّرَاطِ
120 - (ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ ) الّذينَ لم يركبوا معه في الفلك .
121 - (إِنَّ فِي ذَلِكَ ) الحادث (لَآيَةً) على قُدرتنا (وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ) بل كانوا مكذّبين
122 - (وَإِنَّ رَبَّكَ ) يا محمّد (لَهُوَ الْعَزِيزُ ) في مُلكهِ ينتقم من الكافرين (الرَّحِيمُ) بالمؤمنين .
123 - ثمّ ذكرَ سُبحانهُ حادثة اُخرى فقال تعالى (كَذَّبَتْ) قبيلة (عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ) .
124 - (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ ) عذاب الله وتتركون عبادة الأصنام !؟
125 - (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ ) من الله (أَمِينٌ) على الرسالة لا اُغيّر ولا اُبدِّل .
126 - (فَاتَّقُوا اللَّهَ ) في تكذيبي(وَأَطِيعُونِ) فيما آمركم بهِ .
127 - (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .
128 - (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ) الريع هو التل ، والشاهد على ذلك قول ذي الرُمّة :
طرّاقُ الخوافِي مشرفٌ فوقَ ريعةٍ لدَى ليلِهِ في ريشِهِ يَترَقْرقُ
والآية هي العلامة المرتفعة ، وهو ما كانوا يبنون للأصنام من أبنية فوق التلال والجبال يسمّونها مرتفعات وسواري ، أي أبنية مسوّرة ، وقد جاء ذكرها في التوراة في عدّة أسفار ، فيقرّبون فيها القرابين للأصنام ويبخّرون البخور ويوقدون الشموع . ونظيرها اليوم عند الناس ما يُسمّى بالمقام كمقام الخضر ، ومقام علي ، ومقام الصادق وغير ذلك من قبور المشايخ ، وقوله (تَعْبَثُونَ) اي عبثاً تبذلون الأموال لأجلها وتشغلون أنفسكم في خدمتها لا فائدة فيها كما تظنون ولا أجر على ذلك كما تعتقدون بل تُعاقَبون عليه ولا تؤجرون .
129 - (وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) المصانع مشتقة من التصنيع ، وهي القصور والأبنية المنحوتة والمنقوشة والمزخرفة ، والشاهد على ذلك قول امرئ القيس يذمّ الدهر :
أزالَ مِنَ المصانعِ ذا رياشٍ وقدْ مَلَكَ السُّهولةَ والجِبالا
وذو رياش كناية أحد ملوك اليمن التبابعة . وقال لبيد :
بَلينا وَما تَبلى النُجومُ الطَوالِعُ وَتَبقى الجِبالُ بَعدَنا وَالمَصانِعُ
وتقول العرب "فلانة تتصنع لزوجها" أي تتزيّن وتصبغ وجهها بما يحسّنها . وكانت أصحاب القصور في الماضي تزيّن قصورها بتماثيل وتصاوير لأصنامهم على الجدران بزعمهم أنّها بركة في الدار وحفظ من الموت ، والمعنى تُصنّعون أبنيتكم وقصوركم بالتماثيل ظناً منكم أنّها تُخلدكم في الدنيا ولا تموتون . وكذلك النصارى يضعون تماثيل المسيح وأمّه في بيوتهم تبركاً وحفظاً بزعمهم .
130 - (وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) يعني إذا ظفرتم بأعدائكم بطشتم بهم بطش جبّار متكبّر بلا رحمة ولا شفقة ، والبطش هو الانتقام من العدوّ بلا رحمة ولا شفقة ، ومن ذلك قول عمرو بن كلثوم:
لنا الدنيا ومَنْ أمسَى علَيها ونَبطِشُ حينَ نَبطِشُ قادِرِينا
![]() |
![]() |
![]() |
||
| كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
| كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |