كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
105 - (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ ) هذه الجُملة معطوفة على قوله تعالى ( مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ ) ، والمعنى : بدين الحقّ أنزلنا الكتاب الّذي جاءَ بهِ موسى ، وهي الألواح (وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ) موسى من الجبل وذهبَ إلى قومهِ ، يعني أوصاهم باتّباع الحقّ ، ولكنّهم غيّروا وبدّلوا من بعدهِ (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ ) يا محمّد (إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) كما أرسلنا موسى .
106 - (وَقُرْآناً) يعني وأنزلنا عليك قُرآناً كما أنزلنا على موسى التوراة (فَرَقْنَاهُ) أي جزّأناهُ سوراً وآيات مُحكَم ومُتشابِه مكّي ومدني (لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ) أي على قومٍ ماكثين معك في قريتك ، يعني مُقيمين معك وهم أهل مكّة ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الكهف {أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا } ، وقال تعالى في سورة طاء هاء حاكياً عن موسى {فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا } . (وَنَزَّلْنَاهُ) مع جبرائيل (تَنزِيلاً) شيئاً فشيئاً على حسب الحاجة ووقوع الحوادث .
107 - (قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ ) فإنّ إيمانكم ينفعكم وينجيكم من عذاب الآخرة ، وترككم الإيمان يضرّكم ويوقعكم في العذاب . وهذا جواب لقولهم {لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا } ، (إِنَّ الّذينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ ) يعني علماء أهل الكتاب الّذينَ أسلموا (إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ ) القرآن (يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا ) أي يسجدون لله شكراً لهُ وتعظيماً على هدايتهِ لهم ، و"الذقن" معناهُ اللّحية ، وجمعه أذقان .
108 - (وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا ) أي تنزيهاً لهُ عن اتّخاذ الشريك والولد والبنات (إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا ) في الحساب والعقاب (لَمَفْعُولاً) يعني إنّ وعدهُ كائن لا خُلفَ فيهِ .
109 - (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ ) خوفاً من التقصير في طاعتهِ وشوقاً إلى النعيم في جِنانهِ (وَيَزِيدُهُمْ) ما في القرآن من المواعظ (خُشُوعًا) أي تواضعاً لله تعالى واستسلاماً لأمرِه .
110 - كان النبيّ (ع) ذات ليلةٍ بمكّة يدعو يا رحمان يا رحيم ، فقال المشركون : "هذا يزعم أنّ لهُ إلاهاً واحداً وهو الآن يدعو مَثنى مَثنى" . فنزلت هذهِ الآية (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى ) يعني الخالق واحد والأسماء كثيرة وكلّها صِفات حُسنى (وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ ) يا محمّد (وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا ) يعني لا ترفع صوتك عالياً ولا تخفض صوتك بحيث من يكون بقربك لا يسمع قراءتك (وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ) يعني خذ طريقة الوسط فلا ترفع صوتك كثيراً ولا تخفضهُ كثيراً .
111 - (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ) فيُضاددهُ (وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ) فيُنافسهُ (وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ ) فيتعزّز بهِ ، يعني لم يذلّ فيحتاج إلى من يتعزّز بهِ ، والمعنى : إنّهُ القادر بنفسهِ وكلّ ما عُبِدَ من دونهِ فهو ذليل (وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ) أي عظّمهُ تعظيماً .
تمّ بعون الله تفسير سورة الإسراء ، والْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |