كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
113 - ثمّ نَهى اللهُ سُبحانهُ عن المداهَنة في الدِين والميل إلى الظالمين فقال (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الّذينَ ظَلَمُواْ ) أي لا تميلوا إلى الظالمين بالعطف عليهم ولا تُصدّقوهم فيما يقولون ولا تُناصروهم على ظُلمهم ، وتشمل كلمة "الّذينَ ظلَموا" المشركين من العرب لأنّهم ظلَموا النبيّ فغدروا حقّهُ وحاربوهُ (فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) في الآخرة عِقاباً لكم على مُناصَرَتهم (وَمَا لَكُم ) حينئذٍ (مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ) يدفعون عنكم عذاب الله (ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) على أعدائكم إن ركنتم إليهم بشيء من اُمور الدين
114 - (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ ) لأصحابك يا محمّد ، أي صلِّ بِهم جماعة (طَرَفَيِ النَّهَارِ ) أي وقتين من أطراف النهار ، قبل طلوع الشمس وهي صلاة الصُبح ، وقبل الغروب وهي صلاة العصر (وَزُلَفًا مِّنَ اللّيل ) أي قريباً من اللّيل وهي صلاة المغرب (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ) يعني إذا صلّى الإنسان دفع الله عنهُ بليّة وإذا تصدّق على فقير دفع الله عنه مكروهاً وإذا أطعم جائعاً أنجاه الله من شرّ متوقّع ، (ذَلِكَ) القيام بالصلاة (ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) أي ذِكرى لمن يذكر الله ويعبدهُ . أمّا صلاة الظهر والعشاء فقد ذُكِرَتا في سورة الإسراء وهي قوله تعالى {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللّيل } ، فدلوك الشمس زوالها وهي صلاة الظهر ، أمّا غسق اللّيل فهو ظلامهُ وهي صلاة العشاء . ويُباح لمن كان مشغولاً في وظيفة أو في معمل ولا يمكنهُ أن يُصلّي صلاة الظهر بوقتها أن يُصلّيها مع صلاة العصر ، أي قبلها بدقائق .
115 - (وَاصْبِرْ) يا محمّد على الصلاة مع المؤمنين من قومك وأحسِن إليهم (فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) .
116 - (فَلَوْلاَ كَانَ ) يعني فلو كان ، وكلمة "لا" للنفي أي ما كان (مِنَ الْقُرُونِ ) الّتي أهلكناها (مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ ) من الوِجدان والصَلاح (يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ ) لَمَا أهلكناهم ، والمعنى : لو كان في القرون الماضية أولو بقيّةٍ من وجدان ينهَون عن الفساد لَما أهلكناهم بالعذاب (إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ) كانوا ينهَون عن الفساد ، يعني إلاّ المؤمنين الّذينَ أنجيناهم كانوا ينهَونَ عن الفساد وهم قليلون (وَاتَّبَعَ الّذينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ ) يعني اتّبعوا الشهوات ولذلك كانوا لا ينهَون عن الفساد لأنّهم أهل الفساد (وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ ) علاوةً على فسادهم .
117 - (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ ) أي بلا ذنبٍ منهم (وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) .
118 - (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ) مسلمين موحّدين ولكن اختلفوا عن الحقّ وظلمَ بعضهم بعضاً فخلّى بينهم وبين باطلهم بسبب ظُلمهم (وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) عن الحقّ إلى الآن .
119 - (إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ) منهم فهداهُ إلى طريق الحقّ بسبب عطفهِ على الفقراء والمساكين و[بسبب أنّه] يرحم الضُعفاء ويُساعدهم فلذلك هداهُ الله (وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) أي للتراحم خلقهم فيجب أن يرحم بعضهم بعضاً ويُشفق بعضهم على بعض (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ) والكلمة هي قوله تعالى مخاطباً إبليس (لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) والمعنى : لقد امتلأت جهنّم من الجنّ والكافرين من الناس كما وعدتُ إبليس بذلك .
120 - ( وَكُـلاًّ) من الأنباء والقِصص (نَّقُصُّ عَلَيْكَ ) يا محمّد (مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ) لكي تتحمّل أذى قومك وتصبر كما صبر أولو العزمِ من الرُسُل (وَجَاءكَ) الوحيُ من الله (فِي هَـذِهِ ) البلدة ، أي في مكّة ، وهو (الْحَقُّ) وليس باطلاً كما يزعم المشركون (وَمَوْعِظَةٌ) لمن يتّعِظ بهِ (وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) لأنّ الذكرى تنفعهم ويزداد بذلك إيمانهم .
121 - (وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ ) أي على تمكينكم منّا وما تهيّئون من السلاح للحرب ضِدّنا (إِنَّا عَامِلُونَ ) ضدّكم .
122 - (وَانتَظِرُوا) الهزيمة والخُسران الّذي يُصيبكم (إِنَّا مُنتَظِرُونَ ) النصر من الله عليكم .
123 - (وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) أي الكواكب السيّارة ومن جُملتها الأرض ، يعني له عِلمُ ما غابَ فيهما لا يَخفَى عليه شيء منهما (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ ) قلتُ فيما سبق أنّ كلمة "أمر" كناية المخلوقات الروحانيّة ، فكلّ قِسمٍ منها يُسمّى "أمر" ، والمعنى : إليه ترجع أرواح الجنّ والإنس فيحكم فيها بالعدل ويُجازيها على أعمالها (فَاعْبُدْهُ) يا محمّد (وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ) في نشر الدعوة وتبليغ الرسالة (وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) أيّها المشركون .
تمّ بعون الله تفسير سورة هود ، والْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |