كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
134 - (وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ ) أي العذاب الّذي سبق ذكره (قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ) لرفع العذاب (لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ ) يعني الجراد والقمّل والضفادع وغير ذلك مِمّا أصابهم من شرّ (لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ ) بأنّك رسول من الله (وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ) حيثما تريد بهم
135 - (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ ) يعني إلى الوقت الّذي أوعدناهم بهِ ، وهي سبعة أيّام (إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ ) الوعد والعهد الّذي عاهدوا به موسى من إرسال بني إسرائيل معهُ .
136 - (فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ) أي في البحر الأحمر (بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ ) أي بسبب أنّهم كذّبوا (بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ ) يعني عن وقوع العذاب غافلين .
137 - (وَأَوْرَثْنَا) بني إسرائيل (الْقَوْمَ الّذينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ ) في مصر تحت حكم فرعون ، أورثناهم (مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ) يعني أورثناهم أرض الشام ومشارقها ومغاربها ، أي القرى الّتي تقع شرقها وغربها ، إذ كانت للعمالقة فصارت إرثاً لبني إسرائيل (الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ) من الأشجار والأثمار (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى ) أي الّتي وعد الله بها موسى بالنصر والظفر فكان كما وعد به (عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ ) من أصنام وتماثيل وأبنية عالية (وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ ) لها من سقوف عالية .
138 - (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ ) بأن جعلنا لَهم طريقاً فيه فعبروا (فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ ) أي يعبدونها على الدوام (قَالُواْ) أي قال بنو إسرائيل (يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا ) نعبده (كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ) يعبدونها (قَالَ) موسى (إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) ربّكم وعظمته .
139 - (إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ ) من عبادة الأصنام ، يعني إنّهم هالكون بسبب عملهم هذا (وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) فلا يؤجَرون عليه بل يُعاقَبون ويَخسرون .
140 - (قَالَ) موسى (أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ ) أي أطلب لكم (إِلَـهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ) أي أعطاكم فضلة من النعم ، يعني أعطاكم زيادة على غيركم .
141 - (وَإِذْ) تقديرهُ واذكروا إذ (أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ ) يعني يُعاملونكم مُعاملة من يُعذّبونهُ (يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ) .
142 - (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً ) يبقى فوق جبل الطور كي نُعطيه التوراة نكتبها في الألواح (وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ ) ليالٍ بعدها (فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ ) لَمّا أرادَ الذهاب إلى الجبل (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) أي كن خليفتي في قومي مُدّة غيابي (وَأَصْلِحْ) فيما بينهم (وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) منهم .
ولَمّا أرادَ الذهاب إلى الجبل ليأتي بالألواح قال بعض قومه نذهب معك لنرى الله كيف يكلّمك . فقال لهم لا يمكنكم أن تَرَوْهُ ولا أن تسمعوا صوته لأنّكم تموتون رُعباً ، ولكنّهم أصرّوا على ذلك ، فاختار موسى منهم سبعين رجلاً فذهبوا معه إلى جبل الطور وصعدوا فوقه .
143 - (وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا ) الّذي وعدناهُ به (وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ ) موسى (رَبِّ أَرِنِي ) نفسك كي (أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ ) الله تعالى (لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ ) في (مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ) وهذه الجملة تهديد لموسى ووعيد بنزول صاعقة ، والمعنى : سترى ما يحدث بك وبأصحابك السبعين حين يهتزّ الجبل (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ) أي مُتهدّماً . فاهتزّ الجبل هزّة قويّة وتهدّم ونزلت صاعقة عليهم فغُشِيَ على موسى ومات من كان معه من بني إسرائيل ، وذلك قوله تعالى (وَخَرَّ موسَى صَعِقًا ) أي وقع على الأرض مغشيّاً عليه بسبب الصاعقة الّتي أصابتهم (فَلَمَّا أَفَاقَ ) من غشيتهِ (قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ) من قولي هذا (وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) بأنّك لا تُرَى بالعين . ولَمّا رأى أصحابه موتَى تضرّع إلى الله أن يُحييهم ، فأحياهم الله ونزلوا من الجبل وذهبوا إلى قومهم .
144 - ثمّ (قَالَ) الله تعالى (يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ ) أي اخترتُك لتسود (عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي ) إليهم (وَبِكَلاَمِي) معك (فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ ) من وصايا في الألواح (وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ) ولا تسأل عمّا لا يَعنيك .
145 - (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَ ) في التوراة (تَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا ) يا موسى (بِقُوَّةٍ) أي بقوّةِ عزمٍ (وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا ) يعني بالعفو عمّن أساءَ إليهم بدل أن يقتصّوا منهُ (سَأُرِيكُمْ) في المستقبل (دَارَ الْفَاسِقِينَ ) منكم يا بني إسرائيل ، وهذا تهديد لهم بالذلّ والتيه لخروجهم عن طاعة الله وطاعة رسوله وعبادتهم للعجل .
146 - ولَمّا أخذ بعض رؤساء قومه يؤذونه بالكلام والعصيان كقارون وغيره نزل قوله تعالى (سَأَصْرِفُ) الأذى (عَنْ آيَاتِيَ ) وهي العصا والألواح والتوراة (الّذينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ) أي يتكبّرون على موسى بغير حقٍّ لهم عليه (وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ ) جاء بِها موسى أو يأتي بها غيره من بعده (لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا ) لشِدّة تكبّرهم (وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ ) لهم (سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ ) أي طريق الضلال (يَتَّخِذُوهُ) لهم (سَبِيلاً ذَلِكَ ) فِعلهم (بِأَنَّهُمْ) أي بسبب أنّهم (كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا ) الّتي جاء بها موسى (وَكَانُواْ عَنْهَا ) أي عن حقيقتها ( غَافِلِينَ ) لا يفكُرون بها ولا يتّعِظون .
------------------------------------كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |