|
كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
161 - ثم خاطب المشركين فقال تعالى (فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ) يعني أنتم والجنّ الذي يغوونكم والذين تخدمونهم في عالم البرزخ .
162 - (مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ) أي على محمد (بِفَاتِنِينَ) أي بضالّين ، والمعنى أنتم وشياطينكم لايمكنكم أن تضلّوا محمداً وتقودوه إلى دينكم .
163 - (إِلَّا مَنْ هُوَ) مثلكم (صَالِ الْجَحِيمِ) والمعنى: إلا من كان ظالماً فإنّ الله تعالى يخلّي بينه وبين هواه فتضلّوه .
وسأل النبيّ (ع) جبرائيل هل لكم وظائف معشر الملائكة؟ فقال:
164 - (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ) أي وما واحدٌ منّا إلا وله وظيفة خاصة به معلومة عنده ، فبعضنا رسل الى الأنبياء ، وبعضنا كَتَبة ومنّا حَفَظة ومنا موكّلون بالنعيم لأهل الجنة وآخرون موكّلون بالعذاب لأهل النار ، وكل مَلَك قائمٌ بوظيفته .
165 - (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) لتلك الطيور التي أرسلناها على أصحاب الفيل ونحن أوحينا لها أن تضربهم بالحجارة .
166 - (وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) أي المنزّهون ، فكلمة "سبحانه" معناها تنزيهاً له ، والمعنى: نحن ننزّه الناس عن عقيدة الإشراك بإذن الله لكي يؤمنوا لك وينقادوا لدينك ، وذلك بأن نأتي إلى الرجل المشرك فنكلمه بالإيحاء فنقول له إن الأصنام ماهي الا أحجار لاتضرّ ولاتنفع فاتركها واعبد الله وحده ، وهكذا حتى ينقاد لأمرنا ويؤمن بربنا ويسلم .
167 - (وَإِنْ كَانُوا) المشركون من أهل مكة (لَيَقُولُونَ) قبل مجيئك يا محمد.
168 - (لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْرًا مِّنْ الْأَوَّلِينَ) أي كتاباً سماوياً من كتب الأولين كالتوراة والزبور .
169 - (لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ) له في العبادة .
170 - (فَكَفَرُوا بِهِ) يعني فلما جاءهم الكتاب الذي تمنَّوه كفروا به ، يعني بالقرآن (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) عاقبة كفرهم وما يؤول إليه أمرهم ، وهذا تهديدٌ للكافرين .
171 - (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا) بالنصر (لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ).
172 - (إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ) ولو بعد حين .
173 - (وَإِنَّ جُندَنَا) يعني الملائكة والمؤمنين الذين اتّبعوا الرسُل (لَهُمُ الْغَالِبُونَ) .
174 - (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) أي أعرِضْ عنهم بعد أن أبلغتَهم رسالتك ، يعني لا تقاتلهم (حَتَّى حِينٍ) أي حتى نأذن لك بقتالهم أو نأمرك به .
175 - (وَأَبْصِرْهُمْ) يعني فهّمْهم بالأدلّة العقلية والبراهين العلمية (فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) في المستقبل وينقادون للحقّ ويتركون عبادة الأصنام .
ولما قال المشركون متى يكون لكم النصر علينا !؟ إستهزاءً منهم بالمسلمين ، قال الله تعالى:
176 - (أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ) ؟
177 - (فَإِذَا نَزَلَ) الرسول (بِسَاحَتِهِمْ) يعني يوم فتح مكة (فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ) يعني يسوء حالهم في ذلك اليوم ويذلّون .
178 - ثم أمره بالهجرة عنهم إلى المدينة بقوله تعالى (وَتَوَلَّ عَنْهُمْ) إلى مدينة يثرب (حَتَّى حِينٍ) يعني: حتى ننصرك عليهم فتعود إليها فاتحاً منتصراً .
179 - (وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) والمعنى: فكّر في العاقبة ولا تستعجل بالدعاء عليهم بالهلاك فسيسلمون واحداً بعد الآخر حتى تكثر أصحابك ويزداد جيشك فحينئذ قاتلهم .
180 - ثم نزّه نفسه عمّا ينسبون إليه من الأولاد والبنات ، فقال تعالى (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ) له من ولدٍ وشريك .
181 - (وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ) أي سلِّموا على المرسَلين إذا ذُكِروا عندكم (وَ) قولوا (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الذي أرسَلَهم إلينا فأرشدونا إلى طريق الحق .
تمّ بعون الله تفسير سورة الصافات ، والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
==============================================
سورة ص
![]() |
![]() |
![]() |
||
| كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
| كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |