|
كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
18 - (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) أي وقسَماً بذلك النهار الطويل إذا بان نوره وظهر صبحه . ومثلها في سورة المدّثر قوله تعالى {والصبح إذا أسفر} .
19 - (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) وهذا جواب القسَم ، والمعنى قسماً بتلك الحوادث إنّ القرآن لقول جبرائيل ألقاه على محمد وليس من قول محمد كما تزعمون . ثم أخذ سبحانه يصف جيرائيل بالقوة والمكانة فقال :
20 - (ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ) يعني عند الله صاحب العرش (مَكِينٍ) أي له مكانة عند الله والمنزلة ، يعني من المقرّبين .
21 - (مُّطَاعٍ) أمره ، اي تطيعه الملائكة والرسُل والأنبياء فيما يأمرهم به بإذن الله . والمعنى : لم يأتكم محمد فيما أتاكم به من تلقاء نفسه بل نزل عليه جبرائيل بالوحي وأمَرَه أن ينذركم عن عبادة الأصنام والأوثان ويدعوكم إلى عبادة الرحمان فأطاع محمد ما أتى به جبرائيل (ثَمَّ أَمِينٍ) لا يخون الرسالة ، بل كما أمره الله يفعل ويُبلّغ الأنبياء .
22 - (وَمَا صَاحِبُكُم) محمد (بِمَجْنُونٍ) كما تتوهمون .
23 - (وَلَقَدْ رَآهُ) أي علّمه جبرائيل معلومات غيبيّة ، وهو (بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) أي بالفضاء من جهة المشرق وذلك عند صعودهما إلى السماوات الأثيرية . ومثلها في سورة النجم قوله تعالى {علّمه شديد القوى ذو مرّة فأستوى وهو بالأفق الأعلى} .
24 - (وَمَا هُوَ) أي جبرائيل (عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) أي ببخيل على محمد بل أخبره ببعض المغيّبات . فالضنين معناه البخيل ، والشاهد على ذلك قول عنترة :
يا منزلاً أدمُعي تَجري عليه إذا ..... ضنّ السحابُ على الأطلالِ بالمطرِ
25 - (وَمَا هُوَ) أي القرآن (بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ) كما تتوهّمون ، لأنّ المشركين قالوا للنبي (ع) إنّ الذي أوحى إليك شيطان وليس ملَكاً .
26 - (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) يعني فإلى أي أوهام وتخيّلات تذهبون بأفكاركم فتارة تقولون كاهن وتارة تقولون ساحر وأخرى تقولون شاعر ومرّة تقولون مجنون وأخيراً قلتم إنّه وحيٌ من الجنّ وليس من الملائكة .
27 - فقال الله تعالى (إِنْ هُوَ) أي القرآن (إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ) أي موعظة للناس أجمعين .
28 - (لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ) على دين التوحيد ولا يرجع عنه ، والاستقامة معناها المداومة عليه
29 - (وَمَا تَشَاءُونَ) الاستقامة (إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) فيحسّنها لكم ويزيّن الإسلام في قلوبكم فتنقادون للحق وتؤمنون به . والمعنى : من كان حسن الأخلاق فإنّ الله تعالى يهديه إلى طريق الحق ، ومن كان سيّء الأخلاق يظلم الناس فإن الله يُضلّه عن طريق الحق ولا يهديه . والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة إبراهيم {ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء} .
تمّ بعون الله تفسير سورة التكوير ، والحمد لله ربّ العالمين .
سورة الانفطار
![]() |
![]() |
![]() |
||
| كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
| كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |