|
كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
25 - (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ) أي الوعظ ، يعني القرآن (عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ) فيما يدعيه (أَشِرٌ) اي طمّاع ومن طمعه يريد أن يترأس علينا. ومن ذلك قوله تعالى حاكياً عن المشركين قولهم { مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ } أي يترأس عليكم . يُقال "وشّرَ النجّارُ المنشار" أي حدّ أسنانه بالمبرد. ومن ذلك قول حاتم الطائي:
أَلا إِنَّني قَد هاجَني اللَيلَةَ الذِكَر وَما ذاكَ مِن حُبِّ النِساءِ وَلا الأَشَر
يعني وليس لي طمع بشيء من المال عند أحد . وقال حسّان يهجو أبا سفيان وهند بنت عتبة:
أَشِرَتْ لِكَاعُ وَكَانَ عَادَتُهَا لُؤْمًا إِذَا أَشِرَتْ مَعَ الْكُفْرِ
فقول الشاعر " أشِرَتْ لكاعُ " ، يعني طمعت فينا . فردّ الله عليهم فقال:
26 - (سَيَعْلَمُونَ غَدًا) حين ينزل بهم العذاب (مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ) رسولنا أم هم الكذّابون . وهذا تهديد لهم بالعذاب .
27 - (إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ) اي إمتحاناً لهم (فَارْتَقِبْهُمْ) يا صالح ، أي انتظر ماهم صانعون (وَاصْطَبِرْ) على أذاهم .
28 - (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ) وبين الناقة يوم لهم ويوم للناقة (كُلُّ شِرْبٍ) من الماء (مُّحْتَضَرٌ) أي يحضره صاحبه ، فإن كان اليوم للناقة تحضر عين الماء وتشرب ، وإن كان يومهم يحضرون العين ويستقون الماء لأنه قليل لا يكفي لهم وللناقة معاً . فواظَبوا على ذلك زمناً يسيراً ثم ملّوه فهمّوا بقتل الناقة .
29 - (فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ) قيدار بن سالف (فَتَعَاطَىٰ) الخمر (فَعَقَرَ) الناقة وهو سكران ، فأهلكهم الله بالزلزال .
30 - (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي) لهم (وَنُذُرِ) أي وإنذاري إياهم ؟
31 - (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً) من العذاب (وَاحِدَةً) أي دفعة واحدة ، وهو صوت الزلزال وأصوات السقوف والجدران حين سقوطها (فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) وهو حطام الشجر الذي يجمعه صاحب الحظيرة فيتخذها لغنمه .
32 - (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) أي فهل من متّعظ ؟ وقد سبق الكلام عن النبي صالح في سورة الأعراف آية 77 وفي سورة هود آية 62 وفي سورة الشعراء آية 142 وفي سورة النمل آية 45
33 - ثمّ ذكر الله سبحانه قصة لوط مع قومه فقال تعالى (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) أي بالرُسُل .
34 - (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا) أي حصى سقطت على الذين نجوا من الزلزال فأهلكتهم. فالحاصب هو الحصى ، ومن ذلك قول النابغة الذبياني يصف حمار وحش:
باتَت لَهُ لَيلَةٌ شَهباءُ تَسفَعُهُ بحاصبٍ ذاتِ إشعانٍ وإمطارِ
أي تضربه الرياح بالحصى (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ) يعني وقت السحور .
35 - (نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَٰلِكَ نَجْزِي) أمتَك (مَن شَكَرَ) منهم فننجيه من الزلزال إذا وقع فيهم .
36 - (وَلَقَدْ أَنذَرَهُم) لوط (بَطْشَتَنَا) أي عذابنا وانتقامنا منهم (فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ) أي كذّبوا بالرسل وجادلوهم. ومن ذلك قول عنترة:
تمارَوا بنا إذ يمدِرون حياضَهمْ على ظهرِ مَقْضيٍّ منَ الأَمرِ مُحصبِ
37 - (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ) أي طلبوا منه أن يُسلِّم إليهم أضيافه الثلاثة (فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ) بالعمى (فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ) أيّ وما أنذرتُكم به من الخزي والعار غير العذاب في النار.
38 - (وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ) أي أخذهم الزلزال صباحاً فاستقرت الأنقاض فوقهم ودُفنوا تحتها .
39 - (فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ) .
40 - (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) أي من متعظ ؟
41 - (وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) أي الرُسل التي أنذرتهم ، وهم موسى وهارون ومؤمن آل فرعون ، ومن قبلهم يوسف .
42 - (كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا) التسع (فَأَخَذْنَاهُمْ) بالعذاب والغرق (أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ) على الإنتقام .
43 - قالت قريش إن كان أمامنا بعث وحساب كما يقول محمد فنحن أحسن من أصحاب محمد حالاً هناك فيعطينا الله من نعيم الآخرة ولا يُعذبنا لأننا لم نكفر بالآلهة، أما أصحاب محمد فقد كفروا بآلهتنا ؛ فنزل قوله تعالى:
(أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُولَـٰئِكُمْ) يعني خيرٌ من الذين آمنوا منكم؟ والمعنى: أتظنون أن كفاركم الذين كفروا بالقرآن خير من الذين آمنوا منكم بمحمد الذي نزل عليه القرآن ووالَوه؟ كلا ، ليس كما تظنّون (أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ) من العذاب (فِي الزُّبُرِ) أي في الكتب السماوية؟ كلا ، لا هذا ولا ذاك.
44 - (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ) أي جمع غفير وعلى دين واحد ، والجمع (مُّنتَصِرٌ) على القلة .
45 - فقال الله تعالى (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ) في القتال (وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) أي يرجعون منهزمين .
46 - (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ) للعذاب ، يعني ساعة مماتهم (وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ) من عذاب الدنيا ، يعني عذاب الآخرة أشدّ من عذاب الدنيا . والداهية هي المصيبة والكارثة التي تصيب الإنسان . ومن ذلك قول عنترة:
دهَتْني صروفُ الدهرِ وانتشبَ الغدرُ ومن ذا الذي في الناس يصفو لهُ الدهرُ
وكمْ طرقَتْني نكبةٌ بعدَ نكبةٍ ففرّجتها عني وما مسّني ضرُّ
47 - (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ) عن الحق (وَسُعُرٍ) اي وخلل في العقل .
![]() |
![]() |
![]() |
||
| كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
| كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |