كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل

بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى)

توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت)

الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة

فهرس الآيات , البحث في القرآن الكريم

تفسير سورة النازعات من الآية( 29) من كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل   بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : 

29 - (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) الغطش هو الظلمة ، والشاهد على ذلك قول الأعشى :

وبَهْمَاءَ بالليْلِ غَطْشَى الفَلاَ ..... ةِ يُؤنِسُنِي صَوْتُ قَيَّادِهَا
والمعنى أظلم ليلها بأفول الشمس وأبان ضحاها بنور الشمس . وإنّما أضاف ذلك إلى السمّاء بقوله تعالى " لَيْلَهَا" و" ضُحَاهَا " لأنّ أشعة الشمس تنتشر على الطبقات الغازيّة فتعكسها تلك الغازات إلى الأرض فيكون النهار .

30 - (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَ‌ٰلِكَ دَحَاهَا) أي زاد في قشرتها الباردة شيئاً فشيئاً حتى صارت صالحة للسكنى . والشاهد على ذلك قول أميّة بن أبي الصلت :

دارٌ دَحاها ثم أعمرَ بابَها ..... وأقامَ بالأخرى التي هيَ أمجدُ
يعني دار ملأها بالأطعمة والذخيرة ثم سدّ بابها وأقام بغيرها التي هي احسن من الأولى .

31 - (أَخْرَجَ مِنْهَا) أي من الأرض (مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا) وتعليل ذلك أنّ الغازات خرجت من الأرض ، والمياه تكونت من اتّحاد الهيدروجين بالأوكسجين ، وبعض المياه خرجت من الينابيع الساخنة على هيئة بخار ، ولَمّا هطلت الأمطار على الأرض أنبتت الكلاء فصار المرعى .

32 - (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) على الأرض ، أي أثبتها ، ومن ذلك قول عنترة :

فلو لاحَ لي شخصُ الحِمامِ لقِيتُهُ ..... بِقلبٍ شديدِ البأسِ كالجبلِ الراسِي
ويريد بذلك النيازك التي سقطت على الأرض بكثرة في باديء الأمر فصارت جبالاً . ثم تكونّت جبال أخرى على ثلاثة أقسام ، الأولى تكونت من تقلبات جيولوجيّة للأرض كالزلزال والخسف والبراكين ، وغير ذلك ، والثانية من عوامل التعرية والتآكل ، والثالثة من تقلّص وجه الأرض وتكسّرها فصارت من ذلك الجبال الممتدّة المستطيلة ، فهذه أربعة أنواع من الجبال :

33 - (مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) أي جعل تلك المياه والنباتات التي أخرجها من الأرض متاعاً لكم ولأنعامكم .

34 - (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ) أي الداهية الكبرى والحادثة العظمى ، وتلك الحادثة هي تمزّق الأرض والمجموعة الشمسية ، ويكون ذلك يوم القيامة .

35 - (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ) أي يتذكّر ما عمل في الدنيا من حسنات ، أما السيئات فلا يتذكّرونها ولكن يجدونها مكتوبة في صحائف أعمالهم .

36 - (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ) لأنّهم يقعون في جاذبيّتها فيرونها بأبصارهم ويسمعون صوتها بأسماعهم .

37 - (فَأَمَّا مَن طَغَىٰ) أي تكبّر على رسولنا ولم يؤمن بربه وينقاد لرسوله .

38 - (وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) على الآخرة .

39 - (فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ) له ومسكنه .

40 - (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ) وآمن برسوله (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ) أي عن المحرّمات وعن الظلم للناس ، والشاهد على ذلك قول كعب بن زهير :

تَرعّى بأذنابِ الشعابِ ودونَها ..... رجالٌ يَصُدّونَ الظلومَ عنِ الهوَى
أيّ يصدّون الظالم إذا اعتدى على الضعفاء .

41 - (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ) له في عالم البرزخ .

42 - (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ) يعني عن ساعة الموت (أَيَّانَ مُرْسَاهَا) يعني متى يحين وقتها . وقدّ سبق تفسيرها في أواخر سورة الأعراف .

43 - (فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا) أي ليس لك علمٌ بوقتها فتذكرها لهم وتبيّن وقتها .

44 - (إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا) يعني إلى حكم ربك يكون مصير الخلق عند منتهى آجالهم .

45 - (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا) أي محذرٌ من يخاف عقاب الله فيؤمن بالله وبرسوله ولا يعصيهما .

46 - (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا) أي يرَون الملائكة التي تقبض نفوسهم من أجسامهم ويرَون حادثة الموت (لَمْ يَلْبَثُوا) في الدنيا (إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) يعني إلّا ليلة أو نهاراً .

تمّ بعون الله تفسير سورة النازعات ، والحمد لله رب العالمين .

سورة عبس

------------------------------------
<<الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة السورة التالية>>



كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم