كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
37 - (إِنْ هِيَ ) أي ما هيَ (إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا ) يعني نموت نحن وتحيا أبناؤنا ، يعني تقوم أبناؤنا مقامَنا (وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ) بعد الموت .
38 - (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ ) يعنون النبيّ هوداً (افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ) بادّعائهِ الرسالة (وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ ) أي بمصدّقين .
39 - (قَالَ) هود (رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ ) .
40 - (قَالَ) الله تعالى (عَمَّا قَلِيلٍ192 لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ) فزلزل الله بهم الأرض فتلايمت بيوتهم فوقهم وماتوا .
41 - (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ ) أي أخذوا يتصارخون ويتصايحون خوفاً من سقوط ديارهم فوق رؤوسهم ، وقوله (بِالْحَقِّ) أي باستحقاقهم كان ذلك العِقاب (فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ) و"الغثاء" كلّ ما يحملهُ السيل من أشجار مُتكسّرة وعيدان وقصب وغير ذلك ، والمعنى: تكسّرت عِظامهم تحت الأنقاض وماتوا (فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) أي أبعدهم الله من رحمتهِ .
42 - (ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ ) .
43 - (مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا ) إذا جاء العذاب (وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ) ساعة واحدة .
44 - (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا ) أي متواترة يتبعُ بعضهم بعضاً في الزمن (كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ ) ولم يؤمنوا بما جاءَ بهِ من دِين (فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا ) في الهلاك والدمار ، أي أهلكنا بعضهم في إثر بعض (وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ) للناس يتحدّثون بهم وتُضرَب بهم الأمثال في الشرّ ، جمع اُحدوثة ، ومن ذلك قول حسّان بن ثابت الأنصاري :
وَتَرَكْنا في قُرَيْشٍ عَوْرَةً يَوْمَ بَدْرٍ وأحادِيثَ مَثَلْ
(فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ ) بآياتنا ولا برُسُلنا .
45 - (ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا ) أي بمعجزاتنا (وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ) أي وقوّةٍ بيّنة .
46 - (إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا ) عليهما (وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ ) أي مُتجبّرين .
47 - (فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ) أي خادمون .
48 - (فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ ) في البحر بالغرَق .
49 - (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ ) أي التوراة (لَعَلَّهُمْ) بني إسرائيل (يَهْتَدُونَ) ويُصلحون أعمالهم .
50 - (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) على قدرتنا إذ ولد من غير أب (وَآوَيْنَاهُمَا) بعد قصّة الصلب (إِلَىٰ رَبْوَةٍ) بالشام (ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ) أي وماء معين ، القرار جمع قرارة ، وهي نقرة يجتمع فيها الماء من منبع صغير في أسفلها ولكن لا يجري ماؤها ، أو يجتمع فيها ماء المطر ، والشاهد على ذلك قول عنترة بن شدّاد يصف روضة وفتيات يسقين تلك الروضة من القرار :
جادَتْ عليهِ كلّ بِكرٍ حرّةٍ فتركن َكلّ قرارةٍ كالدرهمِ
سحّاً وتِسكاباً فكلّ عشيةٍ يجري عليها الماءُ لم يَتصرّمِ
فقول الشاعر جادت عليه ، يعني جادت تلك الفتيات على الزرع بالماء من كلّ قرارةٍ ، ولذلك قال بعدها فتركنَ كل قرارة كالدرهم ، يعني لم يبق فيها ماء إلا قليل في أسفلها بقدر الدرهم . وقال الآخر :
وما النفسُ إلّا نطفةٌ بقرارةٍ إذا لم تُكدّر كان صفواً غديرُها
وجمع قرارة قرار، على وزن حجارة وأحجار ، وخيارة وخيار ، وقصيرة وقصار ، والشاهد على ذلك قول طرفة :
والقرارُ بطنهُ غدقٌ زيّنتْ جُلهاتهُ أكُمُهْ
وقال الفرزدق:
ولقدْ عرَكْتُ بني كُليبٍ عَركةً وتركتُهُمْ فَقْعاً بكلّ قرارِ
والمعين هو الماء الجاري ، والشاهد على ذلك قول عبيد بن الأبرص :
عَيناكَ دَمعُهُما سَروبُ كَأَنَّ شَأنَيهِما شَعيبُ
واهِيَةٌ أَو مَعينٌ مُمعِنٌ أَو هَضبَةٌ دونَها لُهوبُ
وقال جرير :
إن الَّذِين غدوا بلبُّك غادروا وَشَلاً بعينك لا يزال مَعِينا
وقال أيضاً :
غَضِبَتْ عَلَينَا أنْ مَنَعْنا مُجاشِعاً قَديماً مَعِينَ الماء فاحتَفَرُوا الضَّحلا
وقد بنى الناس في تلك الربوة مسجداً صغيراً يسمّى اليوم مسجد الربوة ، في آخر جبل قاسيون ، وفيه ساقية حسنة ، ويقع هذا الجبل شمالي دمشق والصالحية .
51 - (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ) يريد بهم رسل المسيح وهم الحواريون ، والمعنى بعد وفاة المسيح قلنا لهم يا أيها الرسل (كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا) ولا تفسدوا هذه الأمّة بالتفرقة (إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) فأجازيكم على أعمالكم .
52 - (وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ) النصرانية (أُمَّةً وَاحِدَةً) فلا تفرّقوها (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) ولا تعصونِ .
53 - ثمّ أخبر الله عنهم بأنّهم تفرّقوا إلى مذاهب كثيرة فقال تعالى (فَتَقَطَّعُوا) وصاروا أحزاباً وذلك بسبب (أَمْرَهُم) أي بسبب أمرائهم الذين (بَيْنَهُمْ) وكتبوا (زُبُرًا) أي كتباً ، جمع زبور ، فكتبوا أربعة أناجيل ، وهي إنجيل لوقا ويوحنّا ومتّى ومرقس (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ) من الأناجيل (فَرِحُونَ) أي مسرورون بأنّهم على طريق الصواب .
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |