كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
44 - (وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ ) أي حذّرهم من عذاب الآخرة الّذي يلقَونهُ يوم موتهم في عالم النفوس (فَيَقُولُ الّذينَ ظَلَمُواْ ) حين يرون ملائكة الموت الّتي تقبض أرواحهم (رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ ) أي أخِّرنا عن الموت وأبقِنا في الدنيا إلى زمن قليل (نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ ) فيما يأمروننا بهِ من طاعتك ، فتردّ عليهم الملائكة بقولها (أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم ) أي حلفتم (مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ ) عن دينكم ، يعني ألم تحلفوا يميناً بأنّكم لا تُغيّرون دينكم الّذي أنتم عليهِ من عبادة الأصنام ولا تتّبعون الرُسُل فكيف تراجعتم الآن عن قولكم وتقولون ربّنا أخِّرنا نُجبْ دعوتكَ ونتّبعِ الرُسُل ؟
45 - (وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الّذينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ) من قبلكم (وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ ) لَمّا كذّبوا رُسُلنا ألم نُهلكهم بالزلزال وبعضهم بالأعاصير وبعضهم بالسيول وبعضهم بالطاعون (وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ ) في القرآن لتتّعِظوا ولا تكونوا مثلَهم .
46 - (وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ ) معك يا محمّد (وَعِندَ اللّهِ ) إبطال (مَكْرُهُمْ) فلا يُصيبونك بشيءٍ من ذلك لأنّ الله يخبرك بما يريدون أن يعملوا معك من مكرٍ وخديعة (وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ) وهذا مثَلٌ يُضرب لعظيم الأمر ، والمعنى : مهما كان مكرهم نافذاً وشديداً فإنّ الله يُبطلهُ ويُخبرك بهِ لتأخذ الحذر منهم .
47 - (فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ ) الّذي وعدَ بهِ (رُسُلَهُ) من النصر للمؤمنين والهلاك للكافرين (إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ) ينتقمُ من الكافرين في الآخرة .
48 - (يَوْمَ) القيامةِ (تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ) أي تتبدّل الأرض بارضٍ غيرها وكذلك السماوات الغازيّة بغيرها ، لأنّ المجموعة الشمسيّة الحاليّة تتمزّق فتقوم مجموعة اُخرى مقامها ، وقد سبق تفسير مِثل هذه الآية في كتابي الكون والقرآن على التفصيل (وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) أي صعدوا في الفضاء إلى المحشر وظهروا للعيان فلم يختفِ أحدٌ منهم عن أبصارنا .
49 - (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ ) أي يوم القيامة (مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ) أي مُقيّدين ، فالصفد هو الغِلّ الّذي يُقرَن به اليد مع العُنق ، وجمعهُ أصفاد ، والشاهد على ذلك قول عمرو بن كلثوم:
فآبُوا بِالنِّهابِ وبِالسَّبايا وأُبْنَا بِالْمُلُوكِ مُصَفَّدِينَا
50 - (سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ ) السربال هو اللّباس ، ومن ذلك قول امرئ القيس :
ومِثْلِكِ بَيْضاءَ العَوارِضِ طَفْلَةٍ لَعُوبٍ تُنَسِّيْنِي إذا قُمْتُ سِرْبالِي
والمعنى : ليس لهم ألبسة إلاّ هُباب الدخان الّذي يخرج من النار ، (وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ ) لأنّ الشمس تجذبهم إليها فيحومون حولها فتكون وجوههم مقابلة للشمس ولذلك تغشى وجوههم .
51 - (لِيَجْزِي اللّهُ ) في الآخرة (كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ) في الدنيا من حسنات أو سيّئات (إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) أي سريع المجازاة .
52 - (هَـذَا) القرآن (بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ ) أي تبليغ للناس وإنذار لهم عن الحياة الأبديّة لئلاّ يقعوا في السجن والعذاب (وَلِيُنذَرُواْ بِهِ ) أي وإنذارٌ لهم (وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ ) في الكون لا إلاهَ غيره (وَلِيَذَّكَّرَ) أي وليتّعِظَ بهِ (أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ) أي ذوو القلوب الواعية .
تمّ بعون الله تفسير سورة إبراهيم ، والْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |