|
كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
45 - (وَاذْكُرْ ) في الكتاب (عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ) ليقتدوا بهم في التوحيد وفي حميد أفعالهم وحُسن أخلاقهم (أُوْلِي الْأَيْدِي) على قومهم (وَالْأَبْصَارِ) في حُكمهم ، يعني أولي الأيادي على الفقراء والمحتاجين ، وذوي البصائر في الحكم والمشورة .
46 - (إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم) أي اخترناهم و خصصانهم (بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ) أي خصوصاً لموعظة الناس في دار الدنيا ، والمعنى إخترناهم للنبوة ليكونوا هداة ومرشدين للناس في الدنيا .
47 - (وَإِنَّهُمْ عِندَنَا) في الآخرة (لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ) من بين النفوس (الْأَخْيَارِ) منهم، أي الصالحون منهم .
48 - (وَاذْكُرْ) لهم في الكتاب (إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ) أي الصالحين منهم ، اليسع هو اليشع في اللغة العبرية وهو تلميذ ايليّا النبي "ادريس" ، وذو الكفل هو حزقيل وكنيته ذو الكفل وهو من أنبياء بني إسرائيل أيضاً ، وقد سبق الكلام عنه في سورة الأنبياء في آية 85 عند قوله تعالى {وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ}.
49 - (هَذَا) الحديث (ذِكْرٌ) أي موعظة لمن يتّعظ به ويتّقي عذاب الله بطاعته (وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ) أي لهم عند رجوعهم إلينا حسن المكان والمنزلة في الجنان .
50 - ثم ذكر سبحانه عدد تلك الجنان فقال (جَنَّاتِ عَدْنٍ) أي سبع في العدد (مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ) .
51 - (مُتَّكِئِينَ فِيهَا) على الأرائك (يَدْعُونَ فِيهَا) أي الخدم أن يأتوهم (بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ) .
52 - (وَعِندَهُمْ) من الحور (قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ) أي قَصُرَ طرفهن على أزواجهنّ فلا ينظرنّ إلى غيرهم . ومن ذلك قول امرئ القيس :
منَ القاصراتِ الطرفَ لو دبَّ محولٌ مِنَ الذّرِّ فوقَ الإتبِ مِنْها لأثّرا
(أَتْرَابٌ) أي أقران ، يعني كلهن شابات ليس فيهن عجوز . لأنّ النفوس لا تهرم بل تبقى على سن الشباب . ومن ذلك قول امرئ القيس:
فَقَالَتِ لأَترَابٍ لَهَا قَد رَمَيتُهُ فَكَيفَ بِهِ إِنْ مَاتَ أَو كَيفَ يُحتَبَلْ
53 - (هَذَا) أجركم (مَا تُوعَدُونَ) به أيها المتقون (لِيَوْمِ الْحِسَابِ) .
54 - (إِنَّ هَذَا) الذي وعدناكم به (لَرِزْقُنَا) أعددناه لكم (مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ) أي ماله إنقطاع .
55 - (هَذَا) ما أعددناه للمتقين (وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ) أي للمتكبرين على رُسُل الله (لَشَرَّ مَآبٍ) أي أعددنا لهم الشرّ عند رجوعهم إلينا بالموت .
56 - ثمّ بيّن ماهو الشرّ الذي يرجعون إليه فقال تعالى (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ) الذي مهّدوه لأنفسهم .
57 - (هَذَا) عِقابهم (فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ) أي ماءٌ ساخن وعكر ."الحميم" ماء ساخن ، و"الغسّاق" معناه الأسود العكر ، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الإسراء {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} ، يعني إلى ظلام الليل .
58 - (وَآخَرُ) وحميم آخر (مِن شَكْلِهِ) أي شكل الغاسق (أَزْوَاجٌ) أي أنواع من كلّ نوع زوج ، ومن جملة ذلك القطران وهباب الدخان .
59 - (هَذَا) ما قدّمتْ أيديكم ، قد جاءكم (فَوْجٌ) مِمّن أغويتم (مُّقْتَحِمٌ) النار (مَّعَكُمْ) قالوا (لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ) أي سيُعذّبون بالنار .
60 - (قَالُوا) أي قال الأتباع لرؤسائهم (بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا) أي قدّمتم لنا هذا العذاب بأغرائكم ومنعتمونا من الإيمان بالرسل في دار الدنيا (فَبِئْسَ الْقَرَارُ) قراركم اليوم في النار .
61 - ثم دعَوا على رؤسائهم بزيادة العذاب (قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا) العذاب (فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا) أي مضاعفاً (فِي النَّارِ) .
62 - (وَقَالُوا) التابعون أي المقلِّدون وهم في النار (مَا لَنَا لَا نَرَى) هنا (رِجَالًا كُنَّا) في الدنيا (نَعُدُّهُم) أي نحسبهم ونظنّهم (مِّنَ الْأَشْرَارِ) . أخذوا يبحثون عن المؤمنين في النار لأنهم كانوا يحسبونهم أشراراً إذ شتموا آلهتهم .
63 - (أتخذناهم سخرياً) أي سخّرهم بعضٌ منّا فذهبوا يأتون لهم بماء ليشربوا أو بشيءٍ آخر ولذلك لا نراهم؟ وهو من التسخير . قال تعالى في سورة الزخرف {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا}. أي بعضهم يعمل لبعض .
(أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ) يعني أم مالت أبصارنا عنهم فلا نراهم وهم معنا .
64 - (إِنَّ ذَلِكَ) القول (لَحَقٌّ) أي لفي الحقيقة (تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) يتخاصمون فيما بينهم بهذا القول .
65 - (قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ) لكم عن عبادة الأصنام والأوثان (وَمَا مِنْ إِلَهٍ ) في الكون (إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) قهرَ عباده بالموت .
66 - (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) أي الكواكب السيّارة ومن جملتها الأرض (وَمَا بَيْنَهُمَا ) يعني الأقمار والنيازك والشُهُب (الْعَزِيزُ) في مُلكهِ (الْغَفَّارُ) للموحّدين التائبين النادمين على ما صدر منهم من سيّئة .
67 - (قُلْ هُوَ) أي العذاب في النار (نَبَأٌ عَظِيمٌ) أي خبر عظيم الأهمية أخبرتكم به وهو الحساب والعقاب في الآخرة .
68 - (أَنتُمْ) ياكفار مكة (عَنْهُ مُعْرِضُونَ) أي عن الاستماع إليه معرضون لاتفكّرون في العقاب وفيما يكون مصيركم بعد الموت . ومما يؤيد هذا قوله تعالى في سورة الأنبياء {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ} ، فالنبأ العظيم هو نبأ البعث والحساب والعقاب . ومن ذلك قوله تعالى في سورة النبأ {عَمَّ يَتَسَاءلُونَ . عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} أي عن الخبر العظيم وهو البعث والحساب والعقاب .
![]() |
![]() |
![]() |
||
| كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
| كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |