|
كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
47 - (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا ) في الآخرة زيادة على ما يستحقّونهُ من الثواب .
48 - (وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ ) فيما يدعونك إليهِ (وَالْمُنَافِقِينَ) فيما يُشيرون عليك ، وقد سبق تفسيرها في أوّل السورة (وَدَعْ أَذَاهُمْ ) أي أعرِضْ عن أذاهم سأكفيك أمرهم (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ) في نشر الدعوة ولا تراقب أحداً (وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا) أي حافظاً لك .
49 - (يَا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ ) أي من قبل أن تجامعوهنّ (فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ) أي تستوفونها بالعدد . أسقط الله سُبحانهُ العِدّة عن الّتي لم يدخل بها زوجها وطلّقها ، فمتى شاءت أن تتزوّج بغيره فلها أن تتزوّج بغير عِدّة ، وقوله (فَمَتِّعُوهُنَّ) أي أعطوهنّ من متاع الدنيا (وَسَرِّحُوهُنَّ) إلى أهلهنّ (سَرَاحًا جَمِيلًا ) بلا مُشاجرة ولا إضرار ، والمتاع للّتي ليس لها مهر كالبديلة والموهوبة ، أمّا الّتي لها مهر مُعيّن فتستحقّ نصفهُ .
50 - (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ ) أي أعطيتَ مُهورهنّ (وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ) أي وأحللنا لك ما ملكت يمينك من السراري (مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ ) من الغنائم ، فكانت من الغنائم ماريّة القبطيّة اُمّ إبراهيم ، وصفيّة وجويريّة أعتقهما وتزوّجهما (وَ) أحللنا لك بدون اُجرةٍ (بَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ ) إلى المدينةِ (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ ) يعني بغير صداق (إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا ) يعني إن أرادَ أن يتزوّجها فلا تمنعوها يا أولياء المرأة (خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) يعني هذا الحُكم خاصّ بكَ دون المسلمين ، فالمسلمون يجب عليهم المهر وإن كانت بنت عمّهِ أو بنت خالهِ ، ولكن النبيّ أباحَ لهُ أن يتزوّج من تلك البنات بدون مهر وكذلك الموهوبة لهُ يتزوّجها بلا مهر (قَدْ عَلِمْنَا ) المصلحة في (مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ ) من المهر (فِي أَزْوَاجِهِمْ ) ووضعناهُ عنك تخفيفاً لك (وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) أي وما فرضنا عليهم في مُلك اليمين بأن لا يحلّ لأحدهم أن يبيعها إذا تزوّجها ، وإذا أرادَ طلاقها يجب عليهِ أن يُعطيها شيئاً من متاع الدنيا ويعتقها (لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ) في تعدّد الزوجات وتختار من السراري ما تشاء (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا ) لك (رَّحِيمًا) بك فرفع الحرج عنك .
51 - (تُرْجِي) أي تؤخّر وتعزل (مَن تَشَاء مِنْهُنَّ ) أي من أزواجك عن نوبتها وليلتها (وَتُؤْوِي إِلَيْكَ ) في الفراش (مَن تَشَاء ) منهنّ (وَمَنِ ابْتَغَيْتَ ) أي ومن طلبتَ رجعتها (مِمَّنْ عَزَلْتَ ) يعني ممّن أرجأتَ (فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ) فلا حرجَ عليك في شيء من ذلك (ذَلِكَ) إشارة إلى آية التخيير من قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ..إلخ } ، والمعنى: ذلك التخيير (أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ ) بما لهنّ عند الله من الأجر والثواب في إطاعة الله ورسوله والرضا بما أباحهُ اللهُ لرسولهِ وما اختارهُ الرسول منهنّ لنفسهِ (وَلَا يَحْزَنَّ ) على فوات شيء منهنّ لِما يعلمنَ بثواب الآخرة ونعيمها (وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ ) المرجَأة والمأويّة والمعزولة والمطلوبة (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ) يا أولياء نساء النبيّ من الرِضا عن النبيّ واللّوم عليهِ في ذلك فإنّ الله أباحَ لهُ ذلك (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا ) بمصالح النبيّ وأزواجهِ (حَلِيمًا) فيما أباح لهُ وحكمَ لأزواجه .
52 - ولَمّا كملت عند النبيّ تسع من الزوجات نزلت عليهِ هذه الآية (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ ) يعني من بعدِ هؤلاء التسع (وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ ) يعني ولا أن تُطلّق واحدة منهنّ وتتزوّج اُخرى بدلها لتكمل التسع (وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ) من السراري (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا ) فيراقب أعمالك ويعمل ما فيهِ خيرٌ لك .
53 - لَمّا تزوّج النبيّ بزينب أولمَ وليمةً لأصحابه فصاروا يأكلون ويخرجون إلا ثلاثة منهم أكلوا وجلسوا بعد الأكل يتحدثون فيما بينهم ، فنزلت فيهم هذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ ) يعني إلى أكل الطعام (غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ) معناه غير منتظرين خروج النبيّ لتخرجوا معه فكلمة "غير ناظرين" معناها غير منتظرين .
ومن ذلك قول الله تعالى في سورة الأعراف {قَالَ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } أي إنتظرني وأمهلني ، وكلمة "آن" معناها الوقت ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الحديد:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} يعني ألم يحِن الوقت لذلك؟والشاهد على ذلك قول عنترة :
فإني لستُ خاذلَكمْ ولكنْ سأسعَى الآنَ اذْ بلغَتْ إناها
يعني بلغت وقتها ومنتهاها . وضمير الهاء من قوله تعالى (إناه) يعود للنبي والمعنى غير منتظرين وقت خروجه من الدار لتخرجوا معه بل يجب عليكم أن تخرجوا عند إكمال الأكل ، وذلك قوله تعالى (وَلَـٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا ) بعد الطعام ، يعني فاخرجوا من بيته بعد الأكل (وَلَا) تبقوا جالسين (مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ) فيما بينكم تتسامرون (إِنَّ ذَٰلِكُمْ ) الانتظار وإطالة الحديث في بيته (كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ) أنْ يخرجكم من بيته (وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) أي لايرى في ذلك حياءً ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا) يعني إذا سألتم أزواج النبي شيئاً من متاع الدنيا (فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ) لئلا يقع نظركم عليهنّ ( ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) من الريبة ومن خواطر الشيطان (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ) بشيء من ذلك (وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا) أي من بعد وفاته ، لأنّ ازواجه صارت أُمهاتِكم (إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا) فاجتنبوه .
![]() |
![]() |
![]() |
||
| كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
| كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |