|
كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
51 - (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ) عن طريق الحق (الْمُكَذِّبُونَ) للرسل .
52 - (لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ) أثيري نشأ (مِّن زَقُّومٍ) هو نوع من الشوك .
53 - (فَمَالِئُونَ مِنْهَا) أي من تلك الأشجار (الْبُطُونَ) .
54 - (فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ) أي على ذلك الشوك الذي أكلوه (مِنَ الْحَمِيمِ) أي من الماء الساخن .
55 - (فَشَارِبُونَ) بكثرةٍ (شُرْبَ الْهِيمِ) أي كما تشرب الإبل العطشَى الهائمة في الصحراء حين تُقبل على الماء .
56 - (هَـٰذَا) الأكل والشرب (نُزُلُهُمْ) ينزلون عليه (يَوْمَ الدِّينِ) أي يوم يُدانون فيه ويعاقَبون عليه في عالم البرزخ .
57 - ثمّ قال تعالى (نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ) يعني فهلّا تُصدّقون بالبعث كما صدّقتم بالخِلقة الأولى .
58 - (أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ) أي ما تصبّون من المني في بيت الأرحام وقت الجماع .
59 - (أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ) جنيناً (أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ) ؟
60 - (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ) لتخرج النفوس من قوالبها المادية بحادثة الموت ، وهي الأجسام ، وتنتقل النفوس إلى العالم الأثيري لتعيش هناك دهوراً وأحقاباً لا تموت ولا تفنى (وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) أي لم يسبق لنا ،
61 - (عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ105) أي أن نبدّل أجسامكم البالية بأجسام جديدة نخلقها من ذلك التراب والرمم البالية ثم نعيد تلك النفوس فيها (وَنُنشِئَكُمْ) مرة أخرى (فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ) كيفيتها ، يعني: ونعيدكم في أجسام جديدة لا تعلمون كيفية خلقها من جديد ، بل هي ظنون وأوهام تتكلمون بها ، وهل من المعقول أن نعيد الطير إلى بيضته التي خرج منها وهو حيّ يرزق؟ ولكن المعقول أن نخلق بيضة جديدة لنكوّن فيها طيراً آخر ، لا أن نعيد الطير إلى بيضته كما تظنون وتنكرون علينا .
ونظير هذه الآية في سورة المعارج آية 40 قوله تعالى {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} .
62 - ثمّ قال الله تعالى (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ) وكيف خلقناكم من نطفة في أرحام أمهاتكم ورأيتم كيف ينشأ الطفل ويكبر ، ثم عرفتم أنّ الإنسان مكوّن من جسم مادي وروح أثيرية وما الجسم إلا قالب لتكوين النفس فإذا نشأت وأصبحت سامعة باصرة عاقلة فلا حاجة لها بعد ذلك إلى الجسم (فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ) أي فهلّا تُفكّرون في ذلك وتتركون هذه الأقوال وهذه الظنون من إعادة النفوس إلى أجسامها البالية .
63 - (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ) أصلها أرأيتم، والفاء للتفكير، والمعنى: فكّروا فيما تحرثون ثم ابدوا لي رأيكم فيه.
64 - (أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ) يعني تنبتونه وتنمونه (أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) ؟
65 - (لَوْ نَشَاءُ) إضراركم وحرمانكم منه (لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا) أي تبناً يابساً لا حبّ فيه (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) أيّ فبقيتم تكررون القول وتقولون:
66 - (إِنَّا لَمُغْرَمُونَ) أي لخاسرون خسرنا زرعنا واتعابنا ، ثم تقولون:
67 - (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) من ثمرة زرعنا ومن محصوله .
68 - (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ) ؟
69 - (أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ) أي من السحب (أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ) ؟
70 - (لَوْ نَشَاءُ) إضراركم وحرمانكم منه (جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا) أي مرّاً ومالحاً مثل ماء البحر (فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ) على هذه النعم التي أنعم الله بها عليكم .
71 - (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ) أي تُوقدون؟ ومن ذلك قول خدّاش بن زهير:
هُمُ خيرُ المعاشرِ مِن قريشٍ وأوراهمْ إذا قَدَحَتْ زُنوداً
و"الزناد" حديدة صغيرة على قدر الأبهام يضربون بها على الحصاة فتقدح ناراً فيشعلون منها حطبهم بواسطة "القاو".
72 - (أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ) ؟ وقد سبق شرح هذه الآيات في سورة ي س عند قوله تعالى { الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا }. ومن أمثلة العرب قولهم "في كل شجر نار واستمجد المرخُ والعفار" المرخ والعفار شجر كانوا يوقدون به النار من الزند لأنه سريع الإلتهاب .
73 - (نَحْنُ جَعَلْنَاهَا) أي النار (تَذْكِرَةً) أي عظةً (وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ) أي للنازلين بالقواء من الأرض ليس بها أحد غيرهم . تقول العرب أقوت الدار ، أي خلت من أهلها ، ومن ذلك قول النابغة الذبياني:
أَقْــوَى وأقْفَـرَ مِـنْ نُعْـمٍ وغَيَّرَهـا هُـوجُ الرّيـاح بهـابي الـتُّرْبِ مَوَّارِ
وقال عنترة:
حُيّيتَ مِنْ طَلَلٍ تقادمَ عهدُهُ أقوَى وأقفرَ بعدَ أمّ الهيثمِ
74 - (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) اي قل سبحان ربيّ العظيم وله الحمد .
75 - ثمّ أخذ سبحانه في تهديد المشركين والكافرين بعذاب يقع آخر الزمان "وهذا وقتُهُ" فأقسم سبحانه وقال (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) أي قسماً بالمواقع التي تقع عليها النجوم . ويريد بالنجوم ذوات الذنب ، وكلمة "فلا" تدل على المستقبل .
76 - (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) والمعنى وأنه لحادث لو تعلمون عظيم الوقع والاهتمام به لما فيه من خراب ودمار وهلاك .
77 - (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) على محمد وعلى أتباع محمد وعلى الملائكة فكلهم يكرّمونه ويمجدّونه ، وأنتم تضحكون منه لجهلكم بالمتشابه منه .
78 - (فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ) أي في اللوح محفوظ ، والمعنى: لقد كتبناه في اللوح وحفظناه عندنا .
79 - (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) من النجاسات ومن حدَث الجنابة .
------------------------------------105 :لأنّ النفس تشبه الجسم الذي تكوّنت فيه فهي مثله في الطول والمتانة والخلقة إلاّ أنّها روحانية والجسم مادّي .![]() |
![]() |
![]() |
||
| كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
| كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |