كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل

بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى)

توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت)

الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة

فهرس الآيات , البحث في القرآن الكريم

تفسير سورة الواقعة من الآية( 66) من كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل   بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : 

66 - (إِنَّا لَمُغْرَمُونَ) أي لخاسرون خسرنا زرعنا واتعابنا ، ثم تقولون:

67 - (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) من ثمرة زرعنا ومن محصوله .

68 - (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ) ؟

69 - (أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ) أي من السحب (أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ) ؟

70 - (لَوْ نَشَاءُ) إضراركم وحرمانكم منه (جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا) أي مرّاً ومالحاً مثل ماء البحر (فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ) على هذه النعم التي أنعم الله بها عليكم .

71 - (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ) أي تُوقدون؟ ومن ذلك قول خدّاش بن زهير:

                     هُمُ خيرُ المعاشرِ مِن قريشٍ      وأوراهمْ إذا قَدَحَتْ زُنوداً

و"الزناد" حديدة صغيرة على قدر الأبهام يضربون بها على الحصاة فتقدح ناراً فيشعلون منها حطبهم بواسطة "القاو".

72 - (أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ) ؟ وقد سبق شرح هذه الآيات في سورة ي س عند قوله تعالى { الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا }. ومن أمثلة العرب قولهم "في كل شجر نار واستمجد المرخُ والعفار" المرخ والعفار شجر كانوا يوقدون به النار من الزند لأنه سريع الإلتهاب .

73 - (نَحْنُ جَعَلْنَاهَا) أي النار (تَذْكِرَةً) أي عظةً (وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ) أي للنازلين بالقواء من الأرض ليس بها أحد غيرهم . تقول العرب أقوت الدار ، أي خلت من أهلها ، ومن ذلك قول النابغة الذبياني:

                 أَقْــوَى وأقْفَـرَ مِـنْ نُعْـمٍ وغَيَّرَهـا     هُـوجُ الرّيـاح بهـابي الـتُّرْبِ مَوَّارِ

وقال عنترة:

                        حُيّيتَ مِنْ طَلَلٍ تقادمَ عهدُهُ      أقوَى وأقفرَ بعدَ أمّ الهيثمِ

74 - (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) اي قل سبحان ربيّ العظيم وله الحمد .

75 - ثمّ أخذ سبحانه في تهديد المشركين والكافرين بعذاب يقع آخر الزمان "وهذا وقتُهُ" فأقسم سبحانه وقال (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) أي قسماً بالمواقع التي تقع عليها النجوم . ويريد بالنجوم ذوات الذنب ، وكلمة "فلا" تدل على المستقبل .

76 - (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) والمعنى وأنه لحادث لو تعلمون عظيم الوقع والاهتمام به لما فيه من خراب ودمار وهلاك .

77 - (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) على محمد وعلى أتباع محمد وعلى الملائكة فكلهم يكرّمونه ويمجدّونه ، وأنتم تضحكون منه لجهلكم بالمتشابه منه .

78 - (فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ) أي في اللوح محفوظ ، والمعنى: لقد كتبناه في اللوح وحفظناه عندنا .

79 - (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) من النجاسات ومن حدَث الجنابة .

80 - (تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) .

81 - (أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ) المداهنة هي كتمان الحقيقة والتعامي عنها ، والمعنى: إنكم لا تجعلون له أهمية ولا تنصتون إليه .

82 - (وَتَجْعَلُونَ) شُكرَ (رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) بآياتنا وتنكرون رسالة رسولنا ؟

83 - (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ) نفس أحدكم (الْحُلْقُومَ) تاب الحاضرون عنده وتضرّعوا إلى الله إذا رأوا ذلك ، ولكن ازدادوا قسوة وعناداً . ومثلها في سورة الأنعام في قوله تعالى {فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ }. والحلقوم هو الحنجرة .

84 - (وَأَنتُمْ) يا أهل المستحضر (حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ) إليه وهو يعالج سكرات الموت .

85 - (وَنَحْنُ) أي ملائكتنا (أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ) يعني لا تبصرون الملائكة لأنهم أثيريون روحانيون وأنتم في عالم المادّة .

86 - (فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ) لنا، يعني غير مذنبين .

87 - (تَرْجِعُونَهَا) يعني ترجعون النفس إلى جسم من يعزّ عليكم بدعائكم وتضرّعكم إلى الله ، كما أرجعها النبي إيليّا بتضرّعه إلى الله وعيسى بدعائه إلى الله (إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) بأنكم غير مذنبين ولا مقصّرين في طاعته .

88 - (فَأَمَّا إِن كَانَ) المتوفَّى (مِنَ الْمُقَرَّبِينَ) عند الله ،

89 - (فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ) يدخلها ويتنعّم فيها . فالرَوَح هو الراحة والإطمئنان. والشاهد على ذلك قول الخنساء:

                      لا تَخَلْ أنّني لقيتُ رواحا      بَعْدَ صَخْرٍ حتى أثَبْنَ نُوَاحَا

وقد سبق شرح كلمة "الرَّوح" في سورة يوسف عند قول يعقوب {وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ }.

90 - (وَأَمَّا إِن كَانَ) المتوفَّى (مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ) .

91 - (فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ) إخوانك (أَصْحَابِ الْيَمِينِ) أي يسلّمون عليك ويهنّئونك بدخول الجنة .

92 - (وَأَمَّا إِن كَانَ) المتوفَّى (مِنَ الْمُكَذِّبِينَ) بالرسل (الضَّالِّينَ) عن طريق الحق .

93 - (فَنُزُلٌ) ينزله (مِّنْ حَمِيمٍ) في عالم البرزخ ،

94 - (وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) يوم القيامة .

95 - (إِنَّ هَـٰذَا) الخبر الذي أخبرناك به (لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ) ليس فيه اختلاف .

96 - (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) .

                      تمّ بعون الله تفسير سورة الواقعة ، والحمد لله رب العالمين .
================================================
                                                سورة الحديد

------------------------------------
<<الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة السورة التالية>>



كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم