كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
67 - (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللّيل لِتَسْكُنُواْ فِيهِ ) أي لتهدأوا فيهِ وتناموا (وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ) أي مُضيئاً لتبصروا طريقكم وتقوموا بأعمالكم (إِنَّ فِي ذَلِكَ ) أي في تكوين اللّيل والنهار بسبب دوران الأرض حول نفسها (لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ) كلام الله ويُفكّرون فيه فيصيبون الحقيقة .
68 - ذكرَ سُبحانهُ فيما تقدّم عن المشركين الّذينَ جعلوا لهُ شُركاء ، ثمّ بيّنَ في هذه الآية عن الّذينَ جعلوا لهُ أبناء فقال تعالى (قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا ) وهم طائفتان إحداهما كفّار قريش والعرب فإنّهم قالوا الملائكةُ بنات الله ، والاُخرى النصارى الّذينَ قالوا المسيح إبن الله (سُبحانهُ) أي تنزيهاً لهُ عمّا قالوا (هُوَ الْغَنِيُّ ) عن اتّخاذ الولد (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات ) الغازيّة من موادّ مُهلكة كالصواعق والنيازك والأعاصير وأشياء مُتلفة كالرياح والأمطار والثلوج والبَرَد (وَمَا فِي الأَرْضِ ) من أسباب مدمّرة كالزلزال والسيول والخسف والميكروبات فيعذّبكم بإحدى هذه الأسباب إن لم تتركوا هذه الأقوال وتغيّروا هذه العقائد . والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة المائدة {لَّقَدْ كَفَرَ الّذينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الّذينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ، (إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا ) يعني ما عندكم من حُجّةٍ وبرهان بهذا الادّعاء (أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) حقيقتهُ ؟
69 - (قُلْ إِنَّ الّذينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ ) بادّعائهم له الولد (لاَ يُفْلِحُونَ ) .
70 - (مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ) قليل يتمتّعون فيها (ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ) بعد موتهم (ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ ) أي بسبب كفرهم وإشراكهم .
71 - (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ ) أي إقرأ على مُشركي مكّة (نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ ) أي شقّ وعظُمَ (عَلَيْكُم مَّقَامِي ) أي إقامتي بينكم (وَتَذْكِيرِي) أي عِظَتِي لكم (بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ ) في نشر الدعوة وبهِ اعتصمتُ فلا تقدرون على قتلي لأنّ الله ناصري ومُعيني (فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ ) يعني إجمعوا جنّكم وشياطينكم الّذينَ يغوونكم ، فكلمة "أمر" تُطلَق على كلّ مخلوق أثيري ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الرعد {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ } أي يحفظونه من الأرواح الشرّيرة والجنّ والشياطين (وَشُرَكَاءكُمْ) أي واجمعوا شركاءكم الّذينَ تعبدونهم من دون الله (ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ) أي ثمّ لا تكن الجنّ مستورة عنكم بل تُظهرُ أنفسها لكم وتشاوروا فيما بينكم واعملوا مكيدة ضدّي إن قدرتم على ذلك (ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ ) كيدكم ، أي أنهوا كيدكم فيّ (وَلاَ تُنظِرُونِ ) أي لا تنتظرون ، والمعنى : لو اجتمعتم أنتم وجنّكم وشياطينكم وشركاؤكم ودبّرتم مكيدة ضدّي لن تقدروا على شيء من ذلك ولن يصيبني إلاّ ما كتب الله لي . ونظيرها في سورة هود قوله تعالى {فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثمّ لاَ تُنظِرُونِ . إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم } .
72 - (فَإِن تَوَلَّيْتُمْ ) عنّي ولم تسمعوا لقولي (فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ) أي لا أطلبُ منكم أجراً على تبليغ الرسالة فيثقل عليكم الطلب (إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) أي من المستسلمين لأمر الله المنقادين لطاعتهِ .
73 - (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ ) أي نجّينا نوحاً (وَمَن مَّعَهُ ) من المؤمنين (فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ ) يعني أقاموا مكان الكافرين وورثوا أرضهم وديارهم وأموالهم (وَأَغْرَقْنَا الّذينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ ) يا محمّد (كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ) يعني الّذينَ أنذرهم نوح بالغرق فلم يسمعوا لقولهِ فكان عاقبتهم الهلاك والدمار .
74 - (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ ) أي من بعد نوح (رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ ) يعني كلّ رسول إلى قومهِ (فَجَآؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ ) أي بالأدلّة الواضحة على صِدقهم (فَمَا كَانُواْ ) قومهم (لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ ) أجدادهم (مِن قَبْلُ ) أي من قبلهم (كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ ) على الناس الظالمين لهم الغاصبين حقوقهم ، يعني نجعل أغطية على قلوبهم لئلاّ يفهموا القرآن وذلك عِقاباً لظُلمهم وتعدّيهم على الضعفاء من الناس .
75 - (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم ) أي من بعد الرُسُل (مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ) يعني وجماعتهِ (بِآيَاتِنَا) أي بالمعجزات التِسع (فَاسْتَكْبَرُواْ) على موسى ولم يؤمنوا (وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ )
76 - (فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا ) يعني ما أتى بهِ موسى من المعجزات (قَالُواْ إِنَّ هَـذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ ) .
77 - (قَالَ مُوسَى أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءكُمْ أَسِحْرٌ هَـذَا ) يعني أتقولون للمعجزات سِحرٌ والسِحرُ ما هو إلاّ تمويه للعيون وخديعة للأبصار وأكاذيب ينشرونها لا يعرف حقيقتها الناظرون (وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ ) في سِحرهم ، يعني وفي العاقبة تظهر للناس أكاذيب السَحَرَة وخداعهم وتنكشف أسرارهم .
78 - (قَالُواْ) أي قال فرعون وملأُه لموسى (أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا ) من الدِين (وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ ) يعني وتكون لكما السُّلطة والحُكم في أرض مصر (وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ) أي بمصدّقين .
------------------------------------كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |