كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل

بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى)

توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت)

الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة

فهرس الآيات , البحث في القرآن الكريم

تفسير سورة يونس من الآية( 69) من كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل   بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : 

69 - (قُلْ إِنَّ الّذينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ ) بادّعائهم له الولد (لاَ يُفْلِحُونَ ) .

70 - (مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ) قليل يتمتّعون فيها (ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ) بعد موتهم (ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ ) أي بسبب كفرهم وإشراكهم .

71 - (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ ) أي إقرأ على مُشركي مكّة (نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ ) أي شقّ وعظُمَ (عَلَيْكُم مَّقَامِي ) أي إقامتي بينكم (وَتَذْكِيرِي) أي عِظَتِي لكم (بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ ) في نشر الدعوة وبهِ اعتصمتُ فلا تقدرون على قتلي لأنّ الله ناصري ومُعيني (فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ ) يعني إجمعوا جنّكم وشياطينكم الّذينَ يغوونكم ، فكلمة "أمر" تُطلَق على كلّ مخلوق أثيري ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الرعد {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ } أي يحفظونه من الأرواح الشرّيرة والجنّ والشياطين (وَشُرَكَاءكُمْ) أي واجمعوا شركاءكم الّذينَ تعبدونهم من دون الله (ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ) أي ثمّ لا تكن الجنّ مستورة عنكم بل تُظهرُ أنفسها لكم وتشاوروا فيما بينكم واعملوا مكيدة ضدّي إن قدرتم على ذلك (ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ ) كيدكم ، أي أنهوا كيدكم فيّ (وَلاَ تُنظِرُونِ ) أي لا تنتظرون ، والمعنى : لو اجتمعتم أنتم وجنّكم وشياطينكم وشركاؤكم ودبّرتم مكيدة ضدّي لن تقدروا على شيء من ذلك ولن يصيبني إلاّ ما كتب الله لي . ونظيرها في سورة هود قوله تعالى {فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثمّ لاَ تُنظِرُونِ . إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم } .

72 - (فَإِن تَوَلَّيْتُمْ ) عنّي ولم تسمعوا لقولي (فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ) أي لا أطلبُ منكم أجراً على تبليغ الرسالة فيثقل عليكم الطلب (إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) أي من المستسلمين لأمر الله المنقادين لطاعتهِ .

73 - (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ ) أي نجّينا نوحاً (وَمَن مَّعَهُ ) من المؤمنين (فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ ) يعني أقاموا مكان الكافرين وورثوا أرضهم وديارهم وأموالهم (وَأَغْرَقْنَا الّذينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ ) يا محمّد (كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ) يعني الّذينَ أنذرهم نوح بالغرق فلم يسمعوا لقولهِ فكان عاقبتهم الهلاك والدمار .

74 - (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ ) أي من بعد نوح (رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ ) يعني كلّ رسول إلى قومهِ (فَجَآؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ ) أي بالأدلّة الواضحة على صِدقهم (فَمَا كَانُواْ ) قومهم (لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ ) أجدادهم (مِن قَبْلُ ) أي من قبلهم (كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ ) على الناس الظالمين لهم الغاصبين حقوقهم ، يعني نجعل أغطية على قلوبهم لئلاّ يفهموا القرآن وذلك عِقاباً لظُلمهم وتعدّيهم على الضعفاء من الناس .

75 - (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم ) أي من بعد الرُسُل (مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ) يعني وجماعتهِ (بِآيَاتِنَا) أي بالمعجزات التِسع (فَاسْتَكْبَرُواْ) على موسى ولم يؤمنوا (وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ )

76 - (فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا ) يعني ما أتى بهِ موسى من المعجزات (قَالُواْ إِنَّ هَـذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ ) .

77 - (قَالَ مُوسَى أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءكُمْ أَسِحْرٌ هَـذَا ) يعني أتقولون للمعجزات سِحرٌ والسِحرُ ما هو إلاّ تمويه للعيون وخديعة للأبصار وأكاذيب ينشرونها لا يعرف حقيقتها الناظرون (وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ ) في سِحرهم ، يعني وفي العاقبة تظهر للناس أكاذيب السَحَرَة وخداعهم وتنكشف أسرارهم .

78 - (قَالُواْ) أي قال فرعون وملأُه لموسى (أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا ) من الدِين (وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ ) يعني وتكون لكما السُّلطة والحُكم في أرض مصر (وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ) أي بمصدّقين .

79 - (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ) لقومهِ (ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ) .

80 - (فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ ) وأحضَروا حبالهم وعصيّهم (قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ ) على الأرض من حبالكم وعِصيّكم (مَا أَنتُم مُّلْقُونَ ) .

81 - (فَلَمَّا أَلْقَواْ ) حبالهم (قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) .

82 - (وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ) أي ويُظهر الله الحقّ لموسى بإرشاداتهِ وتعاليمهِ بالوحي (وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) يعني ولو كرهَ فرعون وملأُه .

83 - (فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ ) يعني جماعة من شباب بني إسرائيل أظهروا إيمانهم أمّا الباقون فكانوا يكتمون إيمانهم ، وذلك (عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ ) يعني إنّما لم يُظهر بنو إسرائيل إيمانهم خوفاً من فرعون وخوفاً من جماعتهم الفاسقين والمنافقين أن يشوا بهم عند فرعون وملئهِ (أَن يَفْتِنَهُمْ ) يعني لئلاّ يُعذّبهم فرعون (وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ ) أي مُتكبّر في أرض مصر (وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ) في الظلم ، يعني كثير الظلم .

84 - (وَقَالَ مُوسَى ) لقومهِ (يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ ) فيما أدعوكم إليهِ من الخروج من مصر والتخلّص من يد فرعون (إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ ) يعني إن كنتم مُستسلمين لِما أدعوكم إليهِ .

85 - (فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا ) في الذهاب معك والخروج من مصر (رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) أي لا تجعلنا تحت حُكم الأقباط الظالمين يُهينوننا ويُعذّبوننا .

------------------------------------
<<الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة الصفحة التالية>>



كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم