كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
72 - (فَأَنجَيْنَاهُ) من العذاب لَمّا وقع بهم ، هو (وَالّذينَ) آمَنوا (مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا ) عليهم (وَقَطَعْنَا دَابِرَ الّذينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا ) أي أهلكناهم أجمعين لم يبقَ لهم نسلٌ (وَمَا كَانُواْ ) بآياتنا (مُؤْمِنِينَ) أي ما كانوا مُصدّقين بها .
73 - (وَإِلَى ثَمُودَ 156) يعني إلى قبيلة ثمود أرسلنا (أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ ) وحدهُ ولا تشركوا به شيئاً (مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) علامة على صدقي (هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ ) أي الّتي طلبتموها من الله مُعجزة تدلُّ على صِدقي ، هيَ (لَكُمْ آيَةً ) أي مُعجزةً كما طلبتم (فَذَرُوهَا) أي اُتركوها (تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) أي مؤلم
74 - (وَاذْكُرُواْ) نِعَمَ الله عليكم (إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ ) إهلاك قبيلة (عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ ) أي مكّنكم في الأرض لتتّخذوا فيها منازل (تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ ) من أحجار (الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ ) أي نِعَمَهُ عليكم (وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) يعني لا تُفسدوا فينتشر فسادكم في الأرض بسبب انتقالكم في السَفر والحضَر .
75 - (قَالَ الْمَلأُ الّذينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ ) منهم (لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ) .
76 - (قَالَ الّذينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ) .
77 - (فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ ) أي ذبحوها (وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ) يعني خالفوا أمر ربّهم وجاوزوا حدودهُ بسرعة ، ولا تزال هذهِ الكلمة مُستعملة عند عرب البادية يقولون "جاء فلان إمعِتّ" أي مُسرعاً في قصدهِ وفي سيرِه ، ومن ذلك قول حسّان بن ثابت :
أمْ مَنْ نُعاتِبُ لا نَخشَى جَنادِعَهُ إذا اللّسانُ عَتا في القَوْلِ أوْ عَثَرَا
(وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا ) من العذاب (إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) حقّاً .
78 - (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ) أي رجفة الأرض ، يعني الزلزال (فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ) تحت الأنقاض ، يعني موتَى .
79 - (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ ) النبيّ صالح (وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ) .
80 - (وَلُوطًا 157 إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ ) وكانت فاحشتهم اللِّواط .
81 - (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً ) بالجِماع (مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ) بكثرة الآثام .
82 - (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ) فيما بينهم (أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ) يعني أخرِجوا لوطاً وأهلهُ من قريتكم (إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) أي يتحرّجون عن أدبار الرجال ويستنجسون منها .
83 - (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ ) من الزلزال (إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ) أي من الباقين تحت الأنقاض . فزلزلَ الله بهم الأرض فتلايمت بيوتهم فوقهم ودفنتهم تحت أنقاضها .
84 - (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم ) أي على الباقين منهم الّذينَ سلموا من الزلزال (مَّطَرًا) من الحجارة (فَانظُرْ) يا محمّد (كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ) أليس الدمار في الدنيا والنار في الآخرة ؟
85 - (وَإِلَى مَدْيَنَ ) أي إلى قبيلة مَديَن 158 أرسلنا (أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ) 159 (قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ ) وحدهُ ولا تُشركوا بهِ شيئاً (مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) أي مُعجزة من ربّكم كما طلبتم ، وهي شجرة من شجر الأيك قد يبست وماتت ، فقالوا إن كنتَ صادقاً فيما تقول بأنّك مُرسَل من الله فأحيِ لنا هذه الشجرة ، فدعى الله سُبحانهُ أن يعيد الحياة فيها وسقاها ماءً فأفرعَتْ من جديد وأورَقَتْ ، فقالوا هذا شيء طبيعي لأنّك سقيتها ماءً فأورقتْ إذ أنّها كانت عطشى ولَمّا سقيتها الماء عادت فيها الحياة ، ولم يجعلوها معجزة .
(فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ ) إذا كلتم أو وزنتم للناس ولا تسرقوا من الطعام حين الكيل أو الوزن (وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ ) أي ولا تنقصوا حقّهم بالكيل أو بالميزان (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ ) بالسرقة من الأطعمة فيُذهب اللهُ منكم البرَكَة بجدب الأرض (بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ) بالخصب (ذَلِكُمْ) الإيفاء بالكيل والميزان (خَيْرٌ لَّكُمْ ) من البخس بهِ (إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) بقولي .
86 - (وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ ) أي بكلّ طريق (تُوعِدُونَ) أي تتوعّدون (وَتَصُدُّونَ) الناس (عَن سَبِيلِ اللّهِ ) أي عن دينهِ (مَنْ آمَنَ بِهِ ) أي بالله وحدهُ وتَرَكَ عبادة الأصنام (وَتَبْغُونَهَا) أي الدعوة (عِوَجًا) عن الحقّ ، يعني : تريدون بذلك تغيير الحقيقة وإرجاع المؤمنين إلى شريعتكم العوجاء الباطلة (وَاذْكُرُواْ) نِعَم الله عليكم (إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً ) في عددكم (فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) الّذينَ كانوا قبلكم ، ألم نُهلكهم بذنوبهم ؟
87 - (وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ ) من التوحيد ونبذ الأصنام (وَطَآئِفَةٌ) منكم (لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ ) على أذى المشركين (حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا ) إمّا أن يهديهم الله إلى الإيمان وإمّا أن ينزّل عليهم العذاب فيهلكهم بهِ (وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) .
------------------------------------156 :ثمود بن عابر بن آرام بن سام بن نوح ، وكان مُلكهُ بين الشام والحجاز إلى ساحل البحر الحبشي ، وآثارهم اليوم باقية في الجبال إلى اليوم في وادي قُرى وبعض بيوتهم منحوتة في الصخر بأبواب صغار .157 :لوط ، بن هاران ، إبن أخي إبراهيم .158 :هو مدين إبن إبراهيم الخليل واُمّهُ قطّورة . سُمّيت القبيلة باسمهِ لأنّهُ كان يرأسها قبل موتهِ . جاء ذكرهُ في مجموعة التوراة في سفر التكوين في الإصحاح الخامس والعشرين ، وبلدة مدين تقع في صحراء سيناء جنوب فلسطين تبعد بضعة فراسخ عن جبل الطور .159 :شعيب بن تيما بن إسماعيل ، فهو أخوهم في النسب لأنّ مدين وإسماعيل أولاد إبراهيم الخليل .كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |