|
كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
9 - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ) يعني إذا تذاكرتم فيما بينكم وتشاورتم (فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ) أي لا تفعلوا كما يفعل المنافقون واليهود (وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ) أي تشاوروا بأفعال الخير والطاعة والخوف من الله (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) يوم القيامة فيجازيكم على حسب أعمالكم .
10 - (إِنَّمَا النَّجْوَىٰ) بالإثم والعدوان (مِنَ الشَّيْطَانِ) عبد الله بن أُبيّ رئيس المنافقين (لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) بهذه النجوى لأنهم يظنّون قد أصاب أصحابهم نكبة في المعركة فيحزنون (وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) يعني الّا ما كتب الله لهم (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) في جميع أحوالهم .
11 - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا) أي توسّعوا (فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا) كي يجلس من جاءكم . نزلت هذه الآية في تضايقهم في مجلس النبي ، وكان قوم إذا أخذوا مكانهم شحّوا بالمكان على الداخل إليهم . والمعنى: ليفسح بعضكم عن بعض (يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ) قصوركم في الجنة (وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا) أي ارتفعوا في المجلس ووَسّعوا المكان للداخل إليكم (فَانشُزُوا) أي فقوموا وارتفعوا . فالنشز هو المرتفع من الأرض . ومن ذلك قول الشاعر يصف ثعلباً:
تَرى الثّعلب الحوليَّ فيها كأنَّهُ إذا ما علَى نشزاً حصانٌ مجلَّلُ
لأنّ المسلمين يريدون أن يقابلوا النبيّ وجهاً لوجه ولا يصعدون للداخل ، أي قرب المنبر الذي يجلس عليه رسول الله (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ) أيّ الذّين صدّقوا بأنّ الله يفسح لهم قصورهم في الجنة (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) بالكتابة ، وهم كتبة القرآن (دَرَجَاتٍ) يعني يزيدهم منزلة على غيرهم في الآخرة (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) .
12 - رأى رجل من المسلمين رؤيا مزعجة ولَمّا أصبح الصباح أتى إلى النبي يقصّ عليه رؤياه . ورجلٌ آخر زجره طائر فتشاءم منه فأتى إلى النبي يسأله عن ذلك ويبيّن له قصته . فنزلت هذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ) يعني إذا تذاكرتم معه وتشاورتم في أمرٍ من أمور الدنيا خائفين عُقباه (فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) للفقراء لكيّ يدفع الله عنكم الشرّ وما توقّعتم حدوثه . يعني قبل أن تأتوا إلى النبي وتسألوه عن شأنكم وأمركم الّذي خفتم منه ومن عاقبته قدّموا صدقة للفقراء (ذَٰلِكَ) التقديم للفقراء قبل النجوى (خَيْرٌ لَّكُمْ) في المستقبل (وَأَطْهَرُ) لقلوبكم من الوساوس والتشاؤم الّذي تتوقعونه من الشرّ (فَإِن لَّمْ تَجِدُوا) ما تتصدّقون به فأقيموا الصلاة واسألوا الله أن يدفع عنكم الشرّ (فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ) لمن أقام الصلاة (رَّحِيمٌ) بالسائلين .
13 - (أَأَشْفَقْتُمْ) من الرؤيا ، يعني خفتم من الرؤيا وتشاءمتم من زجرة الطائر . ومن ذلك قول الخنساء ترثي أخاها:
لو كان يَشفي سقيماً وجدُ ذي رحمٍ أبقى أخي سالماً وَجْدي وإشفاقي
يعني وخوفي عليه .
(أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ) للفقراء ، يعني ولم تقدّموا في هذه المرة من الصدقات ، وذلك قوله تعالى (فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ) بعد الصلاة (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) المفروضة (وَآتُوا الزَّكَاةَ) الواجبة إن تمكّنتم عليها (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) فاحذروا عقابه .
14 - (أَلَمْ تَرَ) يا محمد (إِلَى) المنافقين (الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم) هم اليهود ، يعني المنافقون يوالون اليهود ويفشون إليهم أسرار المسلمين (مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ) يعني هؤلاء الذين يوالون اليهود ليسوا من المؤمنين ولا من اليهود بل هم مُذَبذَبون منافقون (وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ) أي يحلفون أنّهم لم ينافقوا (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أنّهم منافقون .
15 - (أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا) في الآخرة (إِنَّهُمْ) ليسوا مؤمنين (سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) مع المؤمنين ، أي بئس العمل عملهم ، وهو النفاق وموالاة اليهود أعداء الله .
16 - (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ) جمع يمين وهو الحلف بالله (جُنَّةً) أي وقاية وترساً يدفعون بها عن أنفسهم التُهمة والظنّة. فالجُنة بضم الجيم هي الترس ، ومن ذلك قول علقمة:
إِذا ما اقتَنَصنا لَم نُخاتِل بِجُنَّةٍ وَلَكِن نُنادي مِن بَعيدٍ أَلا اركَبِ
(فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ) بفعلهم هذا (فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) في عالم البزرخ .
17 - (لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ) أي لن تدفع عنهم (أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ) عذاب (اللَّهِ شَيْئًا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) يوم القيامة .
18 - (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ) من الأرض إلى الفضاء إلى المحشر (جَمِيعًا) المنافقون والملحدون والكافرون والمجرمون (فَيَحْلِفُونَ لَهُ) أي المنافقون يحلفون على الكذب للملَك الموكّل بتعذيبهم (كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ) من الدين ولكن لا دين لهم لأنهم غير معتقدين به وبأحكامه (أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ) في أقوالهم وأيْمانِهم .
19 - (اسْتَحْوَذَ) أي استولى (عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ) واستحكم في عقولهم (فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ) فلذلك لا يخافون عقابه ولا يحسبون للآخرة حساباً (أُولَـٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ) أي أتباعه وجنده (أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) في الآخرة .
![]() |
![]() |
![]() |
||
| كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
| كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |