كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
91 - (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ) أي رجفة الأرض ، يعني الزلزال (فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ) أي موتَى .
92 - (الّذينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا ) يعني كأن لم يعيشوا فيها مُستغنين بالمال والأولاد (الّذينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ ) لا المؤمنون منهم .
93 - (فَتَوَلَّى) شُعَيب (عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ) يعني لا أحزن عليهم ، فالأسى هو الحزن ، ومن ذلك قول الخنساء :
أيا صَخْرُ هلْ يُغني البُكاءُ أوِ الأسَى على مَيّتٍ بِالقَبرِ أصْبَحَ ثاوِيَا
وقال طَرَفة :
وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـمْ يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ
94 - (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ ) فكذّبوهُ قومه (إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء ) يعني أخذناهم بالجدب والمرض (لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ) يعني لعلّهم يتضرّعون إلى الله ويتوبون مِمّا هم فيه من الكفر والإشراك .
95 - (ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ ) يعني فإنْ لم يتوبوا ويتضرّعوا بالجدب والمرض عاملناهم بالصحّة والرخاء ليشكروا الله ويتركوا تلك العادات (حَتَّى عَفَواْ ) يعني حتّى ذهب عنهم آثار المرض والجوع ونسُوا تلك الشِدّة ، يُقال "عَفَتِ الدِّيار" أي ذهبت آثارها ، ومن ذلك قول زُهير بن أبي سلمى :
قفْ بِالدِّيارِ الِّتي لَمْ يَعْفُها القِدَمُ بَلَى وغَيَّرَها الأرْواحُ والدِّيَمُ
وقال :
لِمَنْ طَلَلٌ بِرِيمَةَ لا يَرِيمُ عَفا وخَلا لَهُ حُقُبٌ قَدِيْمُ
(وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء ) من قبلِنا وليس ما أصابنا من المرض والجدب من دعاء رسولنا علينا بل هو شيء طبيعي (فَأَخَذْنَاهُم) حينئذٍ (بَغْتَةً) أي فجأةً بالعذاب (وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ) بقدومهِ .
96 - (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ) الّتي أهلكناها (آمَنُواْ) وصدّقوا رسولنا (وَاتَّقَواْ) الشِرك والمعاصي (لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ ) أي خيرات نامية (مِّنَ السَّمَاء ) بإنزال المطر والطير والمنّ (وَ) من (الأَرْضِ) بكثرة النبات والأشجار والأثمار والأنعام وغير ذلك (وَلَـكِن كَذَّبُواْ ) الرُسُل (فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) من المعاصي والمخالَفات وتكذيب الرُسُل .
97 - (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى ) المكذّبون لك يا محمّد (أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ) أي عذابنا (بَيَاتاً) يعني ليلاً (وَهُمْ نَآئِمُونَ ) في فراشهم ومنازلهم ؟
98 - (أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى ) أي نهاراً عند ارتفاع الشمس (وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) ويخوضون في أمور الدين والدنيا ؟
99 - (أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ ) بدل مكرهم بالمؤمنين ؟ (فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ ) الّذي وعدَ بهِ (إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) لأنّهم لا يُصدّقون بنزول العذاب .
100 - (أَوَلَمْ يَهْدِ ) القرآن ، يعني أولم نبيّن في القرآن من الأدلّة والبراهين ما يكفي لهداية قومك يا محمّد فلماذا لا يؤمنون وقد فصّلناهُ لهم (لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ ) في المستقبل 69 وهم قومك يا محمّد (مِن بَعْدِ أَهْلِهَا ) أي من بعد زوال أهلها عن الحكم (أَن لَّوْ نَشَاء ) إهلاكهم (أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ ) أي بسبب ذنوبهم (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ) ولكن لا نريد إصابتهم بالعذاب بل نريد هدايتهم كي يرثوا الأرض من بعد أهلها .
101 - (تِلْكَ الْقُرَى ) التي أهلكناها (نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا ) وهم الّذينَ سبق ذكرهم (وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ) وهم قوم شعيب وقوم لوط وصالح وهود ونوح (فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ ) يعني بِما كذّب به أسلافهم (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ) يعني يطبع بالرّين على قلوبهم لئلاّ يفهموهُ ، والرّين هو الصدأ .
102 - (وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ ) يوفون بهِ ، يعني أكثرهم خانوا العهد الذي عاهدوا الله به لئن آتاهم من فضله تصدّقوا على الفقراء والمساكين ، ولَمّا أعطاهم من فضله بخِلوا ولم يوفوا بما عاهدوا الله عليه . وذلك قوله تعالى في سورة التوبة {وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ . فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ }
(وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ) و"إنْ " من قوله (وَإِنْ وَجَدْنَا ) للتأكيد وكذلك اللّام من قوله (لَفَاسِقِينَ) ، والمعنى : ولكن وجدنا أكثرهم فاسقين .
103 - (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا ) أي بالمعجزات التسع (إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ) أي جماعتهِ الأمراء والرؤساء (فَظَلَمُواْ بِهَا ) أي ظلموا أنفسهم بسبب تكذيبهم لآياتنا فأهلكناهم بالغرق (فَانظُرْ) يا محمّد (كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) .
104 - (وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ ) لك (مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ) .
105 - (حَقِيقٌ) بالعمل (عَلَى) القول ، أي اُحقّق القول بالعمل ولستُ مِمّن يقول ولا يعمل (أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ) يعني ببيان ودلائل تُثبِتُ قولي (فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) ولا تعذّبهم بالأشغال الشاقّة .
------------------------------------69 :وهذا هو مراد قوله تعالى في سورة الأنبياء { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } .كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |