كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل

بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى)

توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت)

الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة

فهرس الآيات , البحث في القرآن الكريم

تفسير سورة الأعراف من الآية( 94) من كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل   بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : 

94 - (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ ) فكذّبوهُ قومه (إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء ) يعني أخذناهم بالجدب والمرض (لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ) يعني لعلّهم يتضرّعون إلى الله ويتوبون مِمّا هم فيه من الكفر والإشراك .

95 - (ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ ) يعني فإنْ لم يتوبوا ويتضرّعوا بالجدب والمرض عاملناهم بالصحّة والرخاء ليشكروا الله ويتركوا تلك العادات (حَتَّى عَفَواْ ) يعني حتّى ذهب عنهم آثار المرض والجوع ونسُوا تلك الشِدّة ، يُقال "عَفَتِ الدِّيار" أي ذهبت آثارها ، ومن ذلك قول زُهير بن أبي سلمى :

                             قفْ بِالدِّيارِ الِّتي لَمْ يَعْفُها القِدَمُ      بَلَى وغَيَّرَها الأرْواحُ والدِّيَمُ

وقال :
                                      لِمَنْ طَلَلٌ بِرِيمَةَ لا يَرِيمُ      عَفا وخَلا لَهُ حُقُبٌ قَدِيْمُ

(وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء ) من قبلِنا وليس ما أصابنا من المرض والجدب من دعاء رسولنا علينا بل هو شيء طبيعي (فَأَخَذْنَاهُم) حينئذٍ (بَغْتَةً) أي فجأةً بالعذاب (وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ) بقدومهِ .

96 - (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ) الّتي أهلكناها (آمَنُواْ) وصدّقوا رسولنا (وَاتَّقَواْ) الشِرك والمعاصي (لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ ) أي خيرات نامية (مِّنَ السَّمَاء ) بإنزال المطر والطير والمنّ (وَ) من (الأَرْضِ) بكثرة النبات والأشجار والأثمار والأنعام وغير ذلك (وَلَـكِن كَذَّبُواْ ) الرُسُل (فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) من المعاصي والمخالَفات وتكذيب الرُسُل .

97 - (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى ) المكذّبون لك يا محمّد (أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ) أي عذابنا (بَيَاتاً) يعني ليلاً (وَهُمْ نَآئِمُونَ ) في فراشهم ومنازلهم ؟

98 - (أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى ) أي نهاراً عند ارتفاع الشمس (وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) ويخوضون في أمور الدين والدنيا ؟

99 - (أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ ) بدل مكرهم بالمؤمنين ؟ (فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ ) الّذي وعدَ بهِ (إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) لأنّهم لا يُصدّقون بنزول العذاب .

100 - (أَوَلَمْ يَهْدِ ) القرآن ، يعني أولم نبيّن في القرآن من الأدلّة والبراهين ما يكفي لهداية قومك يا محمّد فلماذا لا يؤمنون وقد فصّلناهُ لهم (لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ ) في المستقبل 69 وهم قومك يا محمّد (مِن بَعْدِ أَهْلِهَا ) أي من بعد زوال أهلها عن الحكم (أَن لَّوْ نَشَاء ) إهلاكهم (أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ ) أي بسبب ذنوبهم (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ) ولكن لا نريد إصابتهم بالعذاب بل نريد هدايتهم كي يرثوا الأرض من بعد أهلها .

101 - (تِلْكَ الْقُرَى ) التي أهلكناها (نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا ) وهم الّذينَ سبق ذكرهم (وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ) وهم قوم شعيب وقوم لوط وصالح وهود ونوح (فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ ) يعني بِما كذّب به أسلافهم (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ) يعني يطبع بالرّين على قلوبهم لئلاّ يفهموهُ ، والرّين هو الصدأ .

102 - (وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ ) يوفون بهِ ، يعني أكثرهم خانوا العهد الذي عاهدوا الله به لئن آتاهم من فضله تصدّقوا على الفقراء والمساكين ، ولَمّا أعطاهم من فضله بخِلوا ولم يوفوا بما عاهدوا الله عليه . وذلك قوله تعالى في سورة التوبة {وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ . فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ }

(وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ) و"إنْ " من قوله (وَإِنْ وَجَدْنَا ) للتأكيد وكذلك اللّام من قوله (لَفَاسِقِينَ) ، والمعنى : ولكن وجدنا أكثرهم فاسقين .

103 - (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا ) أي بالمعجزات التسع (إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ) أي جماعتهِ الأمراء والرؤساء (فَظَلَمُواْ بِهَا ) أي ظلموا أنفسهم بسبب تكذيبهم لآياتنا فأهلكناهم بالغرق (فَانظُرْ) يا محمّد (كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) .

104 - (وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ ) لك (مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ) .

105 - (حَقِيقٌ) بالعمل (عَلَى) القول ، أي اُحقّق القول بالعمل ولستُ مِمّن يقول ولا يعمل (أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ) يعني ببيان ودلائل تُثبِتُ قولي (فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) ولا تعذّبهم بالأشغال الشاقّة .

106 - (قَالَ) فرعون (إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ ) أي بمعجزةٍ (فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) في قولك .

107 - (فَأَلْقَى عَصَاهُ ) على الأرض (فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ) أي بيّن ظاهر للعيان .

108 - (وَنَزَعَ يَدَهُ ) من جيبهِ (فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ ) .

109 - (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ ) أي الأمراء والرؤساء منهم (إِنَّ هَـذَا ) الرجل (لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ) .

110 - (يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ ) بسحرهِ ، والمعنى : يريد أن يستولي على المملكة بسحرِه ثمّ يُخرجك من أرضك وينفيك من بلادك (فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ) أن نفعل بهِ ؟

111 - (قَالُواْ) لفرعون (أَرْجِهْ وَأَخَاهُ ) أي أبقهِ وأخاهُ واستمهلهُ حتّى نجمع السّحَرَة فنأتيهِ بسحرٍ أعظم من سحرِه (وَأَرْسِلْ) يا فرعون (فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ ) أي جامعين يجمعون السّحَرَة .

------------------------------------

69 :وهذا هو مراد قوله تعالى في سورة الأنبياء { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } .

<<الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة الصفحة التالية>>



كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم