تفسير سورة آل عمران من الآية( 181) من كتاب المتشابه من القرآن بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : http://quran-ayat.com/huda/forum.php
181 - كتب النبيّ مع أبي بكر إلى يهود قينقاع يدعوهم إلى دين الإسلام ، فدخل أبو بكر بيت مدراسهم فوجد ناساً كثيرين منهم اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص بن عازور ، فدعاهم إلى دين الإسلام فقال فنحاص إنّ الله عهد إلينا أن لا نؤمن لرسول حتّى يأتينا بقربانٍ تأكله النار فهل يستطيع محمّد أن يفعل ذلك ؟ قال أبو بكر لا أعلم ، قال فنحاص هل عنده كتاب ؟ قال نعم ، قال اقرأ عليّ منه ، فقرأ أبو بكر بعض آيات من القرآن حتّى وصل إلى قوله تعالى في سورة البقرة {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} ، فقال فنحاص إذاً الله فقير ونحن أغنياء فهو يستقرض منّا . وأخذوا يضحكون ، فغضب أبو بكر وضرب وجه فنحاص وخرج وعاد إلى النبيّ وأخبره بذلك . فنزلت هذه الآية :
(
لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ) اليهود (
الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء) ولذلك يستقرض منّا ، فتوعّدهم الله بالعذاب على قولهم فقال (
سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ) أي ستكتب الملائكة قولهم هذا في صحائف أعمالهم وسوف نعاقبهم عليه يوم القيامة وليس هذا القول منهم بغريب فقد قال أسلافهم أكبر من هذا القول لموسى أرِنا الله جهرة ، وقالوا اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون . (
وَ) كذلك (
قَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ) أي بغير ذنب ، فسوف ندخل هؤلاء المجرمين جهنّم (
وَنَقُولُ) لهم في ذلك الحين (
ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ) أي المحرق .182 - (
ذَلِكَ) العذاب لكم (
بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ) من قتل الأنبياء والكفر بآيات الله وأعمالكم السيّئة (
وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) ولكنّ الناس أنفسهم يظلمون .
183 - (
الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا) في التوراة (
أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ) يأتي من بعد موسى (
حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ) أي بثِورٍ يقرّبه لله (
تَأْكُلُهُ النَّارُ) يعني تنزل نار من الفضاء فتحرق ذلك القربان (
قُلْ) يا محمّد لهم (
قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ) كثيرون (
مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ) أي بالدلالات والحجج الواضحات (
وَبِالَّذِي قُلْتُمْ) أي القربان الذي تأكله النار، فقد جاء به النبيّ إيليّا (
فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ) أي قتلهم أسلافكم وكذّبوهم وكذلك أنتم كذّبتم كما كذّب أسلافكم (
إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) في دعواكم هذه .