تفسير سورة الرعد من الآية( 31) من كتاب المتشابه من القرآن بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : http://quran-ayat.com/huda/
31 - نزلت هذه الآية في نفر من مشركي العرب منهم أبو جهل بن هشام وعبد الله بن أميّة المخزومي، جلسوا خلف الكعبة ثم أرسلوا إلى النبي (
ع) فأتاهم فقال له عبد الله بن أُمية : إنْ سرّك أن نتّبعَك فسيّر لنا جبال مكة بقراءتك القرآن فأذهِبها عنّا حتى تتفسّح فإنها أرض ضيقة ، واجعل لنا فيها عيوناً وأنهاراً تجري فنصدّقك ونتّبعك ، أو أحيِ لنا جدّك قصيّاً أو مَن شئتَ من موتانا لنسأله أحقّ ما تقول أم باطل . فنزلت هذه الآية :
(
وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ) كما اقترحوا عليك يا محمد (
أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ) وتفجّرت منها الينابيع (
أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ) كما طلبوا منك وأجابتهم موتاهم بإنّ محمداً على حق ، لم يؤمنوا لك يا محمد ولم يصدّقوك إلّا أن يشاء الله ذلك . ونظيرها في سورة الأنعام قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ}. وقوله (
بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا) أي أمر هدايتهم وإضلالهم .33 - (
أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ) أي رقيب (
عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ) من حسنات أو سيئات فيرى أعمالها ويحصي أفعالها كمن هو جماد لا يعقل ولا يبصر فيجعلونه شريكاً مع الله في العبادة ويعبدونه (
وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ) من تلك الأصنام (
قُلْ) لهم يا محمد (
سمُّوهُمْ) بأسماء تلك المادة التي صنعتم منها الأصنام لنرى هل هي خالقة أم مخلوقة وهل هي عالمة بما هو موجود على الأرض وما هو في السماء أم هي أحجار ، فإن قالوا أحجار فقل كيف إذاً تعبدون الأحجار وقد صنعتموها بأيديكم (
أَمْ تُنَبِّئُونَهُ) يعني أم تخبرون الله بذلك وتفرضون عليه بما تهوى أنفسكم ، فلو فكرّتم وتدبّرتم (
بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ) من مخلوق ، أي تنبئون الله بالأصنام التي لا علم لها بما في الأرض من مخلوقات ولا علم لها بتعدد اللغات ، فهل تعلم الكلام الخفي للحيوان (
أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ) يعني أم تفهم الكلام الظاهر المسموع ، كلّا إنّها جماد لا تعلم بهذا ولا ذاك ، ومن يعبد الأحجار فهو ضالّ عن طريق الحق (
بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ) أي زيّن الشيطان لهم أعمالهم الباطلة فمكروا بك (
وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ) أي وصدّهم الشيطان عن طريق الحق (
وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) يهديه إلى طريق الحق .
41 - (
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) أي ننقص أهلها من أطرافها بخسف أو زلزال فنهلكهم بسبب كفرهم وإشراكهم . وقوله (
مِنْ أَطْرَافِهَا) أي من أطراف مكة .