
27 - لَمّا انقطع الوحي عن النبي أياماً لأنه لم يقل ان شاء الله آتيكم بالجواب غداً ، قال المشركون لقد نفدت كلمات ربك يامحمد ، لقد جفاك ربك ، لقد قلاك . فنزلت هذه الآية رداً على قولهم وإستهزائهم :
(
وَلَوْ أَنّ مَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ ) يُكتب بها (
وَالْبَحْرُ) مداداً أي حبراً يُكتَب به على الورق (
يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ ) أي من بعد نفاد البحر الأوّل كتابةً (
سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ) أخرى حبراً يُكتَب بها (
مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ) يعني لتكسّرت الأقلام ونفد ماء البحر كتابةً وما نفدت كلمات الله ، أي لم تنتهِ (
إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ) في ملكه ينتقم من المشركين (
حَكِيمٌ) في إرسال الرسل إلى الناس . وقد سبق تفسير مثل هذه الآية في سورة الكهف .29 - لَمّا استبطأ المسلمون النصر والغلبة على المشركين في بادي الأمر نزل قوله تعالى (
أَلَمْ تَرَ86 أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ) أي يتداخل أحدهما في الآخر بسبب دوران الأرض حول محورها ، والمعنى لا تستعجل يا محمد بالنصر فإنّ الأيام تمضي والشهور تذهب والنصر قريب . ومما يؤيد هذا قولهُ تعالى في سورة البقرة {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} .
(
وَسَخَّرَ الشَّمْسَ ) لضياء النهار ولفوائد أخرى (
وَالْقَمَرَ ) لضياء الليل ولحساب الأيام والأشهر (
كُلٌّ) منهما (
يَجْرِي) في فلكه (
إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى) يعني إلى وقت محدود تنتهي حياتهما فيه ويبطل جريهما عنده ، والمعنى كل شيء له أجَلٌ ووقت محدود حتى الشمس والقمر لهما أجلٌ فلا تستعجل ، فالنصر له أجل محدود كما لغيره (
وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) وليس بغافل عنكم أيها المسلمون وسينصركم عن قريب .30 - (
ذَٰلِكَ) إشارة الى ماسبق من تكوين الليل والنهار وتسخير الشمس والقمر دليل واضح (
بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ) أي هو الخالق لهذا الكون وهو المستحقّ للعبادة (
وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ ) لم تخلق شيئاً ولا تستحقّ العبادة (
وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) أي العظيم .