تفسير سورة سبأ من الآية( 46) من كتاب المتشابه من القرآن بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) :
http://quran-ayat.com/huda/
46 - (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ) أي بمسألةٍ واحدة وهيَ (أَن تَقُومُوا لِلَّهِ ) أي تقوموا لتحقيق دين الله والكشف عنهُ بالمشاورة والتفكير فتظروا هل دينكم على حقّ أم ديني ؟ وقيامكم للمشاورة يجب أن يكون (مَثْنَى ) أي إثنين إثنين (وَفُرَادَى ) إن شئتم ، يعني واحداً مع واحد آخر ، لأنّ الكثرة تشوّش الخواطر وتغيّر الحقيقة ، أمّا الإثنان كلٌّ منهما يعرض رأيهُ على صاحبهِ (ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ) في أمر محمد ودينهِ فحينئذٍ تعلمون (مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ) كما زعمتم أنّه مجنون (إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ ) ملائكةِ (عَذَابٍ شَدِيدٍ ) لِمَن عاندَ ولم يؤمن .
48 - (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ ) على الباطلِ فيدمغهُ . القذف هو إلقاء الشيء من مكان مُرتفع إلى مكان منخفض . وقد سبق تفسيرها في سورة الأنبياء في آية 18 ، و"الحق" هو القرآن ، والمعنى : قل إنّ ربّي ينزّلُ الملائكةَ بالقرآن على من يشاء من عبادهِ ليدمغَ الباطلَ ويُشتّتَهُ فإذا هو زاهقٌ ،
وقوله (عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) يعني يعلمُ عاقبةَ كلّ رسول ماذا تكون قبل إرسالِه .49 - (قُلْ جَاء الْحَقُّ ) أي الدين الحقّ (وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ) . "الباطل" أصنامهم ، والمعنى : لا تُبدئُ الخلق من التراب ولا تعيدهُ إلى التراب بالموت ، لأنّها غير قادرة على شيءٍ من ذلك ، ومن كان عاجزاً عن خلقِ شيء من المخلوقات فهو ليس بإلاه ولا يستحقّ التعظيم والتقديس . قل اللهُ يُبدئُ الخلقَ ثمّ يُعيدهُ فأنّى تؤفَكون ؟
50 - (قُلْ إِن ضَلَلْتُ ) عن الحقّ كما تزعمون (فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي ) أي عليها إثم الضلال لا عليكم (وَإِنِ اهْتَدَيْتُ ) إلى الحقّ (فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي ) من القرآن والحِكمة (إِنَّهُ سَمِيعٌ ) لأقوالنا (قَرِيبٌ ) منّا يرى أعمالنا ويسمعُ اقوالنا .
-----------------------------------