تفسير سورة الجاثية من الآية( 14) من كتاب المتشابه من القرآن بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : http://quran-ayat.com/huda
http://quran-ayat.com/huda




14 - (قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا) من قومك يا محمد (يَغْفِرُوا) لليهود زلتهم في الكلام (لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ) اي لا يرجون الخير والعز في المستقبل . فأيام الله هي أيام الخير والعز والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة إبراهيم {وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ } أي ذكرهم بأيام يوسف وما أصابهم من الخيرات والعز في مصر بواسطته (لِيَجْزِيَ) الله (قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) من الظلم والآثام ، يعني هو يعاقب اليهود في المستقبل على ظلمهم. ونظيرها في سورة البقرة قوله تعالى {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } .
18 - (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ) يا محمد (عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ) أي من أمر الدين ، وهي شريعة التوحيد (فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ) المشركين من قومك (الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) لأنهم ليسوا أهل كتاب .

19 (إِنَّهُمْ) أي المشركين (لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) إن اتّبعت أهواءهم (وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) يعني بعضهم يتبع بعضاً في الظلم (وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) فهو يتولّى أمرهم وينصرهم على أعدائهم .20 - (هَـٰذَا) القرآن (بَصَائِرُ لِلنَّاسِ) يبصّرهم في أمر دينهم ودنياهم وآخرتهم (وَهُدًى) إلى طريق الحق (وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) بثواب الله وعقابه لأنهم هم المنتفعون به .