6 - بعث رسول الله الوليد بن عقبة في جمع الصدقات من بني المصطلق ، فخرجوا إليه يتلقونه فرحاً به ، وكانت بينهم عداوة في زمن الجاهلية فظنّ أنهم همّوا بقتله ، فرجع إلى النبي وقال أنّهم منعوا صدقاتهم ، فقال بعض المسلمين يا رسول الله يجب أن نغزوهم . فنزلت هذه الآية :
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) النبأ ، أي تحقّقوا واستفسروا ولا تستعجلوا في الحكم على ما جاء به من نبأ (
أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ) يعني لئلا تصيبوا قوماً فتغزوهم جهلاً منكم بالحقيقة (
فَتُصْبِحُوا عَلَىظ° مَا فَعَلْتُمْ) بهم (
نَادِمِينَ) .7 - (
وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ) يخبره جبرائيل بالحقيقة (
لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ) أي لأصابكم العنت ، وهو الانكسار والذلّ ، والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة (
طاها) {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم} . وقال الشاعر :
رأيتُكَ تَبتَغي عَنَتي وتَسعَى ..... معَ الساعِي علَيَّ بغيرِ دخلِ
(
وَلَـظ°كِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ) أيّ الخروج عن الطاعة (
وَالْعِصْيَانَ) أيّ المعاصي (
أُولَـظ°ئِكَ) الذين اتّصفوا بهذه الصفات الحسنة (
هُمُ الرَّاشِدُونَ) .