كيف تكون القمر؟
هذا الموضوع نقلته من مشاركة الاخ المقدسي في مجلة الهدى العدد الاول
بسم الله الرحمن الرحيم
القمر .ذلك الجرم السماوي الذي ارتبط بسماء الارض و سكانها ونُسِجت حوله الاساطير والقصص , وبعد تقدم العلم وبناء التلسكوبات وغيرها من إكتشافات مكنت الانسان من الهبوط على سطح القمر , أصبح اهتمام البشر بالقمر من نوع آخر حيث توالت النظريات والافكار التي حاولت تفسير مصدر هذا الجرم السماوي . وفي عام 2012 صدرت نظرية فلكية حديثة صدرت من جامعة هارفرد
تحت عنوان (1 (Moon may have once been part of the Earth إن القمر قد كان في الماضي قطعة من الارض , وكان جزءاً من الأرض وفي حالة امتزاج أو زواج لكنهما انفصلا .
ومثل هذه الفكرة أو النظرية قد صرح بها القران الكريم قبل اكثر من 1400 سنة .وقبل أن اورد الايات والادلة , أعلمُ جيدا أن الكثيرين سيتسألون : ( إذا كانت هذه المعلومة في القران لماذا لم يصرح بها المسلمون قبل ان يعلن عنها غيرهم ؟! ) وللمعترض كل الحق في هذا السؤال ولكن ما ساذكره في هذه المقالة كتب عام 1947 في كتاب ( الكَوْن والقُرآن ) لمؤلفه (محمّد علي حسن الحلّي) رحمهُ الله أي قبل أن تصدر هذه النظرية من هارفرد ب 65 عام ..
والآن نعود لسؤالنا :كيف تكون القمر ؟
والجواب على هذا السؤال نجده في كتاب ( الكَوْن والقُرآن ) لمؤلفه (محمّد علي حسن الحلّي) رحمهُ الله، حيث أجاب على هذا السؤال منذُ سنة 1947م، تحت عنوان ( الأقمار وتكوينها) ما يلي :
" القمر قطعة أرض صخريّة انفصلت من أرضنا ،
وكذلك أقمار السيّارات انفصلت منها وذلك لأنّ الأرض لَمّا تشقّقت صارت تسع قطع وأخذت هذه القطع تدور حول شمسٍ جديدة وهي شمسنا الحاليّة ، ويدور أيضاً كلّ سيّار حول نفسه ، ولَمّا أخذت تلك الأطراف تنفصل منها بسبب دورانِها حول نفسِها وتبتعد عنها فصارت تلك الأطراف أقماراً لَها .
رسم توضيحي كيف ينفصل القمر عن الكوكب
![]()
قال الله تعالى في سورة الرعد( أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُو سَرِيعُ الْحِسَابِ)، فقوله تعالى (نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ) معناه : نفصل منها أطرافَها لتكون كرويّة ولنكون الأطراف أقماراً تنير لَهم .
قال تعالى في سورة الأنبياء أيضاً ) أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ( والمعنى : نقصنا حجمَها في الماضي بأن قطّعناها إلى تسع قطع ، ثمّ أنقصنا منها أطرافَها لتكون الأطراف أقماراً تنير لهم ،
ثمّ ننقصها في المستقبل بتمزيقِها فنجعلها نيازك . ومِمّا يؤيِّد هذا قوله تعالى في سورة الطارق (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ) يعني من صفتِها التصدّع فقد تصدّعت في الماضي وستتصدّع في المستقبل .
وقال تعالى في سورة السجدة ) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ .. (، فقوله تعالى ) وَمَا بَيْنَهُمَا( يعني الأقمار والنيازك لأنّها واقعة ما بين السيّارات . "
وإن هذا السبق العلمي للقران الكريم الذي نزل قبل اكثر من 1400 عام والذي فسره المرحوم محمد علي حسن الحلي قبل اكثر من 60 عام دليل آخر من الادلة على صدق نبوّة محمد عليه السلام وصحّة كلام القران الكريم ودقّة تفسير المرحوم محمد علي حسن الحلي وصحته ..
__________________________________________________ _______
المصادر :
· بعض المواقع والصحف التي ذكرت أن القمر كان جزء من الارض
Los Angeles Times, Slashgear, Space.com, Telegraph
· كتاب الكون والقران