ان التفكر في آيات الله وكتابه هو من ضمن واجبات المسلم والتقليد الأعمى ضلال وقد ذم الله المقلدين وامتدح المفكرين عندما يقودهم تفكيرهم الى الهدى و الصواب وذم المفكرين الذين يقودهم تفكيرهم الى الضلال ، قال تعالى :"إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ 19 فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ 20 ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ 21 ثُمَّ نَظَرَ 22 ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ 23 ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ 24 فَقَالَ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ 25 إِنْ هَـٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ 26 سَأُصْلِيهِ سَقَرَ".
وبرزت هناك طائفة من المسلمين تسمى "القرآنيون" تقول ان الأحاديث الواردة عن الرسول غير صحيحة و دخل عليها التزوير والقرآن هو الأمر الوحيد الصحيح وغير القابل للخطأ . وبالرغم من ان هذا القول صحيح في فكرته العامة ، حيث ان الأحاديث المروية هي سبب ضلال كثير من المسلمين ، الا ان اصدار الآراء في ايات الله حسب الهوى و الفهم و اعلانها على الملىء تحت عنواين بحوث في علم القرآن هي قد تقود الى تحريف الدين و احكامه وتحليل الحرام و تحريم الحلال ، والسبب في ذلك ان هذه البحوث ليس لها المنهج العلمي الذي يأخذ احتمالات الصحة والخطأ بنظر الأعتبار ويرفقها مع البحث المقترح وانما يعتمد ايضا على افتراضات ويبني استنتاجات عليها ، والسبب الأخر هو الخوض في بعض من ايات الله المتشابهة بدل ان يرجع علمها الى الله تعالى.
ومن الأمور الغريبة التي نسمعها في صفوف القرآنيين مثلا ان شرب الخمر ليس حرام وانما من الأفضل اجتنابه، وان الصوم ليس واجب وانما يمكن ابداله بالفدية وأن الصلاة ثلات اوقات وان لاوجود لصلاة الجمعة.... والى كثير من الأمور والأفكار الخاطئة التي هي تحريف في احكام الدين الذي انزله الله في كتابه..وان من يصدر هذه الأحكام يتكلم بصيغة القطع وبكل جرأة لا يعطي احتمالية كونه مخطيء وعندها سيتحمل اثم اتباعه. وطبعا كل ما ورد هو يمكن اثبات خطأه ومن القرآن الكريم فقط وضمن مفهايم اللغة العربية وضمن بحوث اخرى .
من كانت لديه تقوى من الله و لديه راي او فكرة ليست قطعية ، وجب عليه ان يبقيها لنفسه يتفكرفيها ، او يطرحها في صيغة سؤال او نقاش ويرجح خطأها على صوابها حتى تثبت جميع جوانبها و اركانها، بدل ان يفتي بها ويدعو الناس الى العمل وفقها على اعتبار انها ترضي الله تعالى.